الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس  

"فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس

الآن

وداعا علي الريان - محمود أبو الهيجاء

في مساء يوم ممطر من شباط هذا العام، مساء أمس السبت، رحل علي الريان، رجل التلفزيون الفلسطيني الأول في البلاد، وحتى إصابته بالجلطة الأخيرة التي أودت بحياته، كان علي لا يزال ضاحكا بنهم، ومعلقا على كل كبيرة وصغيرة، باختصارات شديدة لا تعرف الثرثرة ولا التنظير. 
كانت تحلو له الكنية التي أناديه بها "ابو حسين" جريا وراء العادة العراقية التي تكني الشخص الذي تحب، والحقيقة أن علي الريان شخص لايسعك إلا أن تحبه حتى في لحظات غضبه التي كانت تحيله إلى ما يشبه البركان، والحال إن التلفزيون كان يفعل به ذلك، بين الحين والآخر، كلما كانت الحالة المهنية والإدارية من حوله ليست كما يريد، غير أن أحدا من العاملين معه لم يكن ليغضب منه و"يحرد" على العكس تماما كلما كان "أبو حسين" يغضب كلما بات محبوبا أكثر، والحق إن غضباته غالبا ما كانت تكون في محلها، والحق أيضا إن غضباته كانت غضبات رجل شجاع، بل وفارس لايشق له غبار، رأيته مبكرا بهذه الميزة منذ اليوم الأول الذي تعرفت فيه عليه، ويوما بعد يوم توطدت علاقتي به بسبب هذه الميزة التي كانت تنبع أساسا من طيبة قلبه، وبياض هذا القلب الذي لم يعرف الكراهية ولا الحقد، وهو القلب الذي طالما اثقله بالتعب ولم يسعفه كثيرا حتى بعد عملية القلب المفتوح التي أجراها مبكرا قبل سنوات عدة. وعندما أصبح علي الريان عكاويا، بزواجه من سيدة عكاوية، وراح يسكن هناك في المدينة التي  أذلت "نابليون" وإن كان بتصريح اقامة، قلنا إن "أبو حسين" اجترح تطبيقات أخرى لحق العودة، وكان هذا موضع حسد بين أصدقائه ومعارفه ، لكنه بالطبع حسد المحبة والتقدير. علي الريان رجل يصعب وصفه على نحو ما يرضي رثاء، هو البسيط المتعافي من آفة الضغينة وهو الشجاع الذي لايخشى أي مواجهة، والفارس الذي يبسط رداء العفو عند المقدرة، اجتهد كثيرا في التلفزيون وأداره بأقل الامكانيات المادية، وحقق حضورا بات اليوم جزءا من تاريخ هذه الجهاز الذي يصعب إرضاءه. رحل علي الريان .. رحل، وداعا أيها الصديق العزيز، وداعا أيها الرجل الشجاع.  

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025