"هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس  

تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس

الآن

وداعا علي الريان - محمود أبو الهيجاء

في مساء يوم ممطر من شباط هذا العام، مساء أمس السبت، رحل علي الريان، رجل التلفزيون الفلسطيني الأول في البلاد، وحتى إصابته بالجلطة الأخيرة التي أودت بحياته، كان علي لا يزال ضاحكا بنهم، ومعلقا على كل كبيرة وصغيرة، باختصارات شديدة لا تعرف الثرثرة ولا التنظير. 
كانت تحلو له الكنية التي أناديه بها "ابو حسين" جريا وراء العادة العراقية التي تكني الشخص الذي تحب، والحقيقة أن علي الريان شخص لايسعك إلا أن تحبه حتى في لحظات غضبه التي كانت تحيله إلى ما يشبه البركان، والحال إن التلفزيون كان يفعل به ذلك، بين الحين والآخر، كلما كانت الحالة المهنية والإدارية من حوله ليست كما يريد، غير أن أحدا من العاملين معه لم يكن ليغضب منه و"يحرد" على العكس تماما كلما كان "أبو حسين" يغضب كلما بات محبوبا أكثر، والحق إن غضباته غالبا ما كانت تكون في محلها، والحق أيضا إن غضباته كانت غضبات رجل شجاع، بل وفارس لايشق له غبار، رأيته مبكرا بهذه الميزة منذ اليوم الأول الذي تعرفت فيه عليه، ويوما بعد يوم توطدت علاقتي به بسبب هذه الميزة التي كانت تنبع أساسا من طيبة قلبه، وبياض هذا القلب الذي لم يعرف الكراهية ولا الحقد، وهو القلب الذي طالما اثقله بالتعب ولم يسعفه كثيرا حتى بعد عملية القلب المفتوح التي أجراها مبكرا قبل سنوات عدة. وعندما أصبح علي الريان عكاويا، بزواجه من سيدة عكاوية، وراح يسكن هناك في المدينة التي  أذلت "نابليون" وإن كان بتصريح اقامة، قلنا إن "أبو حسين" اجترح تطبيقات أخرى لحق العودة، وكان هذا موضع حسد بين أصدقائه ومعارفه ، لكنه بالطبع حسد المحبة والتقدير. علي الريان رجل يصعب وصفه على نحو ما يرضي رثاء، هو البسيط المتعافي من آفة الضغينة وهو الشجاع الذي لايخشى أي مواجهة، والفارس الذي يبسط رداء العفو عند المقدرة، اجتهد كثيرا في التلفزيون وأداره بأقل الامكانيات المادية، وحقق حضورا بات اليوم جزءا من تاريخ هذه الجهاز الذي يصعب إرضاءه. رحل علي الريان .. رحل، وداعا أيها الصديق العزيز، وداعا أيها الرجل الشجاع.  

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025