هل المخرج– فعلاً- حكومة وحدة وطنية - حسن سليم
بالطبع مجرد عبارة الوحدة الوطنية، تشكل سببا للفرح، لما تتضمن من معاني، ولما لها من تداعيات متوقع أن تزيل حالة التوتر وتبعد شبح الاقتتال ومظاهر الاستقطاب العنيف.
لكن الواقعية تلزمنا بالتفكير بجرأة وشجاعة أكبر، وبصراحة أعمق، في مدى إمكانية تجسد هذا الشعار ليصبح حقيقة وفقا لواقعنا المعاش، بعد كل هذا التهشيم الذي تعرض له، وما أنتج من تشويه لفكرتها التي غدت مولوداً لا يمكن التعرف على ملامحه. اليوم، وحكومة الوحدة الوطنية حديث الشارع ينهض السؤال قبل البحث في تشكيلها، إمكانية نجاحها، في ظل الفجوة العميقة بين البرامج السياسية المطروحة- بغض النظر عن واقعيتها- وبين المرجعيات لتلك البرامج، ومدى الانسجام بين المراد تحقيقه من هذه الحكومة، وصولا الى صواب اعتماد هذا الشعار وتسمية الحكومة به، هذا إن كنا لا نريد تغطية الواقع بغربال، اتسعت كثيرا ثقوبه.
ان من حق الجسم الذي يجري الحديث عن "اقتراب قدومه" أن يكون له من اسمه نصيب، وان يتناسب مع نسبه، ومع المستقبل الذي ينتظره، والمهمات المتوقع ان يطلع بها، حتى لايكون مجرد لقيط، لا حسب ولا نسب له، بل سيكون ابن ابيه، فرضته حالة اجتماع قصرية. الجميع يترقب اللقاء المنتظر في الدوحة بين فتح وحماس، وعلى وجه الخصوص المسجونين في قطاع غزة، متوقعين وضع حد لنزيف معاناتهم وموتهم البطيء، الذي يريده البعض صمودا أبدياً، وحسب توقعاتهم، بأن يكون اليوم التالي لتوقيع اتفاق المصالحةـ يوما جديدا يشهد فتحا للمعبر، وتبدلا في واقع الفقر والبطالة، وانتعاشا للاقتصاد، وان يجرف نهر المحبة كل السدود التي منعت جريان الحياة في قطاع غزة.
إن المصالحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، على أهميتها، لن يُكتب لها النجاح بدون حاضنة شعبية، وتسبقها قناعة راسخة في صفوف قادة الأحزاب والفصائل، على اهمية انعقاد الوحدة او التوافق عليها، حتى لو كان توافقا على الاختلاف، افضل الف مرة من الاستمرار في الاختلاف على الاتفاق.
واذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، فان تصريح الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري، قبيل بدء الحوار في الدوحة، بادر بإعلان رفض حركته لاعتماد برنامج منظمة التحرير كبرنامج للحكومة التي يجري الحديث عنها، فان في ذلك دلالة واضحة، ووضوح مسبق، ان المدخل ليس موفقا للمصالحة، وان أي "طبطبة" لاطار الاتفاق سيعيدنا الى المربع الاول، لنختلف على تفسير التفاصيل والمرجعيات، التي تشكل قنابل موقوتة ستنفجر عند أول تفكيك لبنود الاتفاق.
ومن المهم ان تتم قراءة موقف حماس وفقا لما نطق به ابو زهري، بأن التناقض ليس بين حماس وحركة فتح، فقط، بل بين حماس والكل في اطار منظمة التحرير، وهذا بيت القصيد.