تكتيك تصالحي- حافظ البرغوثي
منذ البدء قلنا ان الدخول في تفاصيل المصالحة يعني ضمنا الوصول الى طريق مسدود، لأن حماس منذ سنوات تريد قطف ثمار المصالحة على شكل رواتب ومناصب وانفتاح على العالم دون ان تتخلى عن أي شيء .. فهي تريد حكومة وحدة وطنية بمواصفات موقفها السياسي وتريد فتح معبر رفح على مزاجها وكأن مصر مخيم صغير خاضع لها .. وتريد من المانحين مواصلة دعم حكومة الوحدة دون ان تلتزم ببرنامج منظمة التحرير.
أصل الحكاية ان الاميركيين فرضوا على رجب طيب اردوغان تغيير استراتيجيته السياسية التي حاولت لعب دور اكبر من تركيا وحاولت التأثير دون جدوى في سوريا مقابل مصالحته مع خصمه اللاجئ في اميركا «غولن» وصب أصوات اتباع غولن لصالح حزب الحرية والعدالة ليحقق أغلبية وهذا ما حدث فعلا وطلب الاميركيون منه ان يعيد العلاقات مع اسرائيل وان يطرد قادة حماس وان يتماشى مع السياسة الاميركية في سوريا فما كان منه الا ان استدعى خالد مشعل ونصحه بالاندماج في النظام السياسي الفلسطيني لحماية حماس من التحديات والتغييرات في المنطقة وقال له علينا ان نمارس التكتيك في هذه المرحلة.
حماس الآن تحاول الاندماج في النظام السياسي الفلسطيني وهي تفرض شروطا وتتمنع لكنها في النهاية ستقبل بكل شيء فلا ملاذ لها الا ان تكون فلسطينية جزءا من كل وليس جزءا هو الكل كما يفكر بعض قادتها المتربحين من الانقسام، واذا ارادت حماس فعلا المصالحة فعليها ترك التفاصيل والذهاب الى حكومة وحدة تشرف على انتخابات شاملة خلال ثلاثة أشهر فالتفاصيل الآن تعني عدم الجدية في التصالح لأن أقصر الطرق الى المصالحة هي الانتخابات ليس الا.