لتكن المبادرة من المعلمين - حسن سليم
قبل دعوة المعلمين للعودة للمدارس، فان الاعتذار لهم واجب ان كان قد تسلل لوعيهم بان أحدا يعارض مطالبتهم بحقوقهم، وبتحسين ظروفهم، والرقي بحالهم الوظيفي، والأكيد بأنها لن تجد في الشارع من يعارضها، للإدراك الواعي بقيمة الرسالة التي يؤدونها، ولمكانتهم الجليلة في المجتمع، التي لا يختلف عليها اثنان. أما شعار الكرامة للمعلم، فهذا أيضا شعار يحتاج لتصحيح، وإعادة صياغة لما يحمل من مضمون مغلوط، كون المعلم هو من زرع الكرامة فينا، واليقين انه لم، ولن يفقدها، وإلا كيف نقبل أن يكون من يعلم أبناءنا وبناتنا فاقدا للكرامة، ولهذا فان المطلوب هو تعزيز الكرامة المتأصلة فيهم. اليوم، وفي ظل ما تم تقديمه من مبادرات، وأبرزها مبادرة المجتمع المدني المقدمة من قبل لجنة أولياء الأمور، التي تداعى للتشاور لصياغتها وتقديمها كل الحريصين، ومارسوا الضغط على الحكومة للقبول بها، التي أعلنت عن قبولها، وبدء العمل لتأمين تكاليفها من خلال توسيع دائرة الاقتراض، حفاظا على العام الدراسي من الانهيار، وحتى نجنب أبناءنا التشرد في الشوارع، وحتى لا يكونوا لقمة سائغة لحواجز الموت، في ظل إغلاق المدارس، فان الحاجة بالمقابل ملحة لمبادرة من طرف المعلمين لعودة انتظام العام الدراسي. رسالة المعلمين ومطالبهم المحقة، وصلت، ولا تتعارض المطالبة بها مع تأديتهم لرسالتهم، التي يقدر الجميع نبلها، وسموها، ومن واجب الجميع استمرار مساندتهم بإجراءات نقابية مطلبية، ولكن دون أن يتسبب ذلك بهدم العام الدراسي، بل بالتوازي مع انتظامه. ان الجهد المبارك للتشارك مع المعلمين، ولا أقول الحوار معهم، كونهم ابا الولد وأمه، وهم الحريصون قبل الجميع على أبنائنا، يستحق ان تكون اولى مخرجاته إعلان المعلمين قرارا كبيرا يتلائم ورسالتهم وتضحياتهم الكبيرة، بالعودة للمدارس، بعد ما تم تحقيقه من مطالب يمكن تسميتها انجازا نوعيا لهم، ويستدعي منهم ومنا جميعا تفويت الفرصة على كل الأصوات التي حاولت استغلال حراكهم المطلبي، وجر الشارع الى الهاوية، وصبغه بمطالب سياسية تخدم مشاريع لا تبني أوطانا، ولا تربي أجيالا، ولا تخدم حراك المعلمين المطلبي، بل تشوهه، ليس أكثر.