قميص عثمان- حسن سليم
منذ بدء ازمة اضراب المعلمين والشارع بكافة مكوناته منشغل بتداعياتها، لما تمثل من اهمية تمس حياة ابنائنا ومستقبلهم، ولما ينذر استمرارها من خطر عنوانه "اعدام" سنة دراسية جامعية لجيل كامل.
وما يميز هذه الازمة، التي قد تكون الاولى من حيث ضبابية المطالب، وان كانت عنوانها العدالة وتحسين الظروف الاقتصادية والادارية للمعلمين، الا ان اي جهة لم تستطع التوصل مع "المضربين" لقائمة موحدة للمطالب، التي بدأت بمطلبين وما زال سيلها جارفا، اضافة لعدم وجود عنوان واضح للحوار معه.
حراك المعلمين، وايا كانت مطالبه، سيجد في النهاية اتفاقا، ومخرجا للازمة التي نتجت، من خلال وعي المعلمين وادراكهم لحجم الضرر النازف من خاصرة المسيرة التعليمية، وبتفهم الحكومة لتلك المطالب ومحاولة تلبية الممكن منها، وفقا لما يمكن توفيره من اموال لتغطيتها.
لكن المطلوب تجاه قضية المعلمين، وأزمة الإضراب، هو توفر البيئة الصديقة لإدارة رشيدة للحوار معهم، وحماية مطالبهم من استغلالها، وعدم السماح لاي من العابثين التسلق على سلمها، سواء لتصفية حسابات شخصية، او لاستغلال الأزمة نحو تشريع الأبواب لازمة وفوضى عارمة.
وفي ظل التـأكيد على مشروعية الحراك المطلبي، والعمل النقابي للمعلمين وفقا للنظام والقانون، فانه لا بد أن يقابله أيضا حرص عال وشديد من قبل أصحاب الحراك، بعدم السماح للمتمسحين "بقميص عثمان" أن يستغلوا حراكهم بصورة لا تمت بصلة لمصلحتهم، ولا لمطالبهم، وادخال البلد بأكملها في نفق المجهول.
ان الدعوات الاخيرة من قبل بعض الموتورين، والتي جانبها الحرص والوعي لخصوصية المرحلة المعاشة، وحقيقة ما تسعى دولة الاحتلال لخلقه من تقسيم وشرذمة في الشارع الفلسطيني، بعد أن أظهر شعبنا خلال الهبة الشعبية وحدة ميدانية مشرفة، انما تتطلب اليوم ردا مقاوما على كل تلك المساعي الهدامة، بتحصين البيت الداخلي، وليس هدمه بمعاولنا، التي كان منتظرا منها ان تهدم جدار الفصل العنصري، وان تدق جدران الخزان لاسماع العالم معاناة شعبنا والظلم الذي يتعرض له من قبل الاحتلال.
رسالة الحراك المطلبي وصلت، وتحتاج اليوم لاعادة صياغتها ومتابعتها بالعمل والنشاط النقابي الراقي، والحوار العاقل، دون التسبب بضياع، أو تضييع لمستقبل الطلبة، ودون هدم للمسيرة التعليمية، وهذا يتطلب اعلاء صوت العقل، واخماد الاصوات النشاز التي لا تكل ولا تمل من المتاجرة بكل ورقة يجري تداولها، ولا تترك فرصة دون استغلالها.
hasan.media@yahoo.com