نقابة الصحفيين الفلسطينيين تجربة مختلفة وأمل كبير بالمستقبل- د.محمود خلوف
صحفي وأكاديمي مختص بالإعلام الإلكتروني
مر في السابق عن انتهاء عضويتي في نقابة الصحفيين 5 سنوات، ولم أفكر بتجديدها في حينه، إلا أن دافعا تلقائيا حصل قبل شهر تقريبا، فبتلقائية قمت بتعبئة استمارة العضوية وإرسالها للنقابة ودفع الرسوم، وتجديد العضوية.
حصلت هذه التطورات بشكل فطري، ودون تخطيط مسبق، واعتبرتها في حينه بأنها جاءت ضمن روتين الحياة، لكن فجر يوم 11 آذار/ مارس 2016 وصلت إلى قناعة مغايرة بأن هذه الإرادة والدافعية لم تكن بالصدفة، بل جاءت نتيجة متابعة نشاطات النقابة وبياناتها واتصالاتها، فجهدها الريادي والوطني المسؤول في متابعة قضية الزميل الصحفي محمد القيق ليس بعيدا، وتحركاتها لمحاصرة إسرائيل في الاتحاد الدولي للصحفيين مثلت صفحة ناصعة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبنظرة فاحصة لم تأخذ نقابة الصحفيين دورا محايدا، خلال الهبة الشعبية المتواصلة منذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر 2015، فهي طالما حثت الصحفيين والمصورين على توثيق جرائم الإعدام الميدانية التي ينفذها الاحتلال الغاصب دون شعبنا الأعزل.
وبالعودة إلى يوم 11 آذار، فقد نشرت نقابة الصحافيين بيانا يدين جريمة قيام الاحتلال بإغلاق مقر فضائية "فلسطين اليوم" في مدينة البيرة، واعتقال ثلاثة من الزملاء الصحفيين والإعلاميين، فليس المهم بالأمر السبق الذي حققته النقابة بالإعلان عن هذا الحدث، بل بالموقف الصريح والمعلن والجريء، والمتمثل بفتح مقرات النقابة ووضع امكاناتها في خدمة هذه الفضائية، وجميع وسائل الإعلام التي تكون عرضة للانتهاكات الإسرائيلية.
إن هذه التفاصيل بنظري تمثل تحولا مهما في مسار العمل النقابي، البعيد عن الفئوية الضيقة، فعمل نقابة الصحفيين بات واقعا معاشا، فجهدها لم يعد محصورا على القيام بتنظيم الدورات التدريبية، وعلى النشاطات الاجتماعية والمجاملات، ومشاركة الصحفيين في أفراحهم وأتراحهم، بل تعمق ليمتد للمؤازرة ومشاركة الصحفيين في الميدان وحشد قواهم، ودعم امكاناتهم، وسد أي عجز قد يحدث بسبب عدوان الاحتلال الغاصب والمجرم، ضمن الإمكانات المتاحة.
إن النقابة تظهر بأنها تتعافى من حالة ترهل عانت منها سابقا، ومن يثير التفاؤل طبيعة القائمين عليها حاليا، فالنقيب ونائب النقيب أتشارك واياهم في عمل صحفي مشترك في جمهورية مصر العربية وأماكن أخرى، ومن حقهما عليّ بأن أؤكد بأنهما مهنيين، وراقيين في التعامل، ومخلصين لزملائهما، وأنا أخط هذه الكلمات لتشجيع النقابة ومجلسها ومؤتمرها العام للعمل الجاد لتحقيق المزيد من المكاسب والانجازات لصالح الصحفيين.
وبما أنني حاليا عضو كامل العضوية، أخاطب هذه النقابة التي اعتز بالانتماء اليها " نتطلع إلى مزيد من المشاريع كالتأمين الصحفي، والعمل على نظام للتقاعد على غرار نقابات أخرى، وكذلك نظام الضمان الاجتماعي، وصندوق التوفير، وإقامة إسكان للصحافيين، والأهم إقرار قانون نقابة الصحفيين الفلسطينيين...الخ".
بقي أن أطمئن النقيب، وأعضاء مجلس النقابة وعموم الصحفيين، بأنه من خلال تواصلي الدائم مع زملاء، أعضاء في اتحاد الصحفيين العرب، وفي نقابات صحافية في مختلف الدول العربية بأن صورة النقابة مريحة، وحراكها مقنع، ورسالتها قوية ووطنية مقبولة، فسيروا إلى الأمام والله معكم.