قرع الجرس مجددا- حافظ البرغوثي
كنا منذ البدء نتوقع تدخلا رئاسيا كريما ينهي ازمة اضراب المعلمين ويعيد الطلبة الى مقاعد الدراسة وينقذ العام الدراسي ويقرع الجرس في المدارس وينطلق النشيد الصباحي بعد انقطاع. ومبعث التوقع هو ما سمعناه من الرئيس في كلمته في المجلس الثوري عن انحيازه للمعلمين وانها شريحة يجب ان تأخذ حقوقها رغم شح الموارد للسلطة وانحسار المساعدات الدولية الى النصف. فالرئيس كان معلما في بداية حياته العملية سواء في سوريا او قطر وهو يعي حجم المسؤولية التي تقع على كاهل المدرسين، لكن في الوقت ذاته لا يجب ان نطالب بما لا يستطيع احد تلبيته او تصوير المعلمين كقديسين وغيرهم شياطين فكلنا على القارب نفسه نكابد العذابات نفسها ونعاني من قسوة الظروف وخذلان المجتمع الدولي بعد العربي. ولهذا كانت مبادرة الرئيس في محلها وارضت الجميع، إلا ان هذا لا ينسينا ضرورة تفعيل الاطر الشعبية والنقابية انتخابيا بطريقة ديمقراطية حتى لا تفلت الشرائح المهنية من عقالها وينطق باسمها من هب ودب, فالإطار النقابي المنتخب هو المخول دوما بتمثيل قواعده وتحسس مطالبها مع الاخذ بعين الاعتبار الاوضاع المحيطة, لأن اللجوء للإضراب في حالتنا الفلسطينية هو ترف لا نستطيع ممارسته الا اذا سدت سبل الحل وانقطعت الحوارات, فقد صاحب الاضراب الاخير الكثير من اللغط والقيل والقال وممارسات ما كنا نتصورها وردود فعل واتهامات ما كان لها مكان في أسوأ الظروف أي كانت هناك اخطاء متبادلة لغياب الحوار المسؤول. لا بد من شكر الرئيس على تدخله في آخر لحظة وانقاذه العام الدراسي, فلا سلاح لنا سوى العلم والمعرفة.
والله من وراء القصد.