تفوق تربوي فلسطيني- حافظ البرغوثي
جاء فوز المربية الفاضلة حنان الحروب بلقب أفضل معلمة على مستوى العالم بعد ساعات من انتظام الدراسة في مدارسنا بعد إضراب عضال كاد ينسف السنة الدراسية، لكن الوعي الرسمي مع وعي الأغلبية من المعلمين أعاد للمدارس حيويتها مجددا. فالمعلم الفلسطيني له باع طويل في نشر الوعي التربوي في العالم العربي، وكان مطلوبا للتدريس في كل الأقطار؛ نظرا لأنه استشعر منذ النكبة أن وطنه هو تحصيله العلمي وسلاحه لإثبات وجوده وهويته. وغني عن القول إن الحاج أمين الحسيني أوفد أول كوكبة من المعلمين إلى الكويت في نهاية الثلاثينيات، ثم تعاقدت الكويت بعدئذ مع مدرسات وكن أوائل المدرسات في الكويت أيضا، وكذلك استعانت قطر والإمارات وبقية دول الخليج وليبيا والجزائر بالمعلم الفلسطيني بعد أن أثبت وجوده وكفاءته في هذا الميدان.
فالأصل المعلم الفلسطيني كان رسولا لقضيته ومتبرعا لشعبه ومؤسسا لثورته، فكان هناك معلمون قادة صلاح خلف أبو إياد وأبو يوسف النجار وكمال ناصر وغسان كنفاني والرئيس محمود عباس. ولعل فوز المربية الحروب بجائزة أفضل مربية على مستوى العالم بمثابة دفعة معنوية لكل المعلمين الفلسطينيين؛ لكي يتجاوزوا محنة الإضراب والزحف بروح معنوية جديدة لتخريج جيل أكثر واقعية وجدية واجتهادا مما هو عليه الآن، إن عملت الوزارة على دفع المسيرة التعليمية قدما إلى الأمام حتى نستعيد ألقنا التعليمي وتفوقنا ونصدر المعلمين المتميزين كما كان الوضع في السابق، لأن نظامنا التعليمي صار بحاجة إلى إعادة نظر سواء في المناهج وأساليب التدريس أو في إعداد المعلمين، إذ بات خريجو دار معلمين في الستينيات أكثر تأهيلا من حامل الماجستير حاليا. وفي النهاية ليكن المعلمون الأوائل قدوة للجميع ولتكن المربية الحروب أنموذجا حيا لإبداع المعلمة الفلسطينية. كل الاحترام والتبريك للأخت الحروب ولزميلنا الاخ عمر على تفوق قرينته.