" محجوب عمر ... الطبيب والفدائي والانسان في ذكراه " - فراس الطيراوي
من عشق فلسطين وخط في الافاق آياتها وكانت نشيده الطالع من الآلام ومن شقائق النعمان وبقي مخلصا لها ولثورتها لا بد في ذكراه العطرة ان نذكره ونتذكره وفاءً وعرفاناً لانه كان زيتونة عربية ورافة الظلال، وقامة وطنية كبيرة تستحق كل المحبة والاحترام والتقدير.
انه المناضل العروبي الاممي رؤوف نظمي مخائيل واسمه الحركي ( محجوب عمر ) مصري الجنسية فلسطيني الهوى والهوية، طبيب وكاتب وشاعر وانسان وصاحب وجدان وضمير صافٍ، تجسدت فيه الروح النضالية وعرف عنه الاستقامة والتواضع والنزاهة والصلابة والنقاء الثوري ونظافة اليد والمبدئية ، لذلك دخل قلب كل مناضل وفدائي عرفه او سمع عنه وكسب ثقة ومحبة الناس والجماهير له فسطر اسمه بحروف وضاءة ستبقى خالدة في التاريخ الفلسطيني .
ولان الثورة الفلسطينية بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) لم تكن حكرا على أبناء فلسطين فقط فانضم اليها وقاتل في صفوفها وبقي على ولائه وانتماءه لم يحد قيد انملة حتى صعود روحه الطاهرة الى باريها لروحه الرحمة والسلام ... ومنا الوفاء.
نبذة قصيرة عن حياته : ولد محجوب عمر في 8/4/1932 بالمنية بصعيد مصر، وهو طبيب مصري قبطي ومن مناضلي الحزب الشيوعي المصري حتى سنة التحاقه بالثورة الفلسطينية، وكان مثالا للتضحية والعمل الحركي ومن المفكرين الذين أسهموا إسهامات كبيرة في دفع الثقافة العربية والنضالية في المنطقة إلى الأمام.التحق محجوب عمر بحركة فتح في العام 1967 مقاتلا في صفوفها ومسؤولا للقطاع الجنوبي ومفوضا سياسيا لقوات الثورة الفلسطينية في الأردن ولبنان، وقد كانت له مواقف قيادية مشرفة في تعزيز العلاقة بين الثورة الفلسطينية والشعب الأردني الشقيق، وانتقل إلى لبنان مع قوات الثورة الفلسطينية حيث تم تعينه نائبا لمدير عام مركز التخطيط الفلسطيني. وكان المناضل محجوب مساعدا مقربا من الشهيد القائد أبو جهاد والشهيد القائد المؤسس الخالد ‘ابو عمار’ . وكانت كرمت وزارة الثقافة الفلسطينية المرحوم محجوب عمر وبحضور سفير فلسطين بالقاهرة وبحضور عدد من الأصدقاء والـمثقفين الـمصريين، بناء على قرار الرئيس بمنحه وسام نجمة القدس الشريف .حارب محجوب عمر في الثورة الفلسطينية ونفذ عمليات داخل الأراضي المحتلة، ثم انتقل مع فتح إلى بيروت عقب أحداث أيلول الأسود، وفى بيروت شارك في تأسيس مركز الدراسات الفلسطينية، حيث ترجم مئات الكتب والمقالات والدراسات الإستراتيجية التي تهم الثورة. وقضى محجوب عمر أبرز سنوات عمره في حركة فتح مناضلا في الأردن ولبنان، وكان أحد أبرز معاوني خليل الوزير (أبو جهاد) الرجل الثاني في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يترك أبو جهاد لبنان وينتقل لتونس التي استشهد فيها.ومع رحيل أبو جهاد من لبنان عاد محجوب عمر أو الحكيم، كما كان يطلق عليه أصدقاؤه وتلاميذه من بيروت إلى القاهرة عام 1987، وأسس فرعا لمركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة، وهو المركز الذي كان مقره حي الفكهانى في بيروت وفجرته إسرائيل ونجا منه الحكيم بأعجوبة، توفي في مستشفى فلسطين بالقاهرة في 17 مارس 2012 بالقاهرة.