انقاذ العام الدراسي - حافظ البرغوثي
لست مع التصعيد الأخير للمعلمين في مسألة الاعتصام يوم الثلاثاء الا اذا قاموا بتجنيب الطلبة أية آثار سلبية للاعتصام، فالاضراب صفحة وانتهت ولا يجوز العودة اليه بحجة انتخاب اعضاء الاتحاد، فالمعلمون لهم الحق في المطالبة بحق الترشح والانتخاب ولكن هذا الأمر يجب عزله عن الطلبة ولا يجوز العودة الى شل العملية التعليمية لهذا الهدف، لأنها ستصير سابقة اذا ما اختلف معلم مع زوجته لجأ الى الاضراب مثلا او وقع اي اشكال يجري تعميم الاضراب، وكذلك لا يجوز رفض تعويض الطلبة عن أيام الاضراب لأن الحرص على مصلحة الطلبة لا يجب أن يقل عن الحرص على مصلحة المعلم ولهذا فإن التعويض ضرورة يجب الالتزام به دون نقاش، والا كيف سينتهي العام الدراسي في موعده. وأظن ان المعلم لا يرضى ضميره بتخريب العام الدراسي بهذا الاسلوب. فطالما لبى الرئيس المطالب فهو الجهة التي يمكن اللجوء اليها في اية اشكالات اخرى. لقد أيدنا مطالب المعلمين الوظيفية منذ البدء لكن لا يجب المبالغة في التذمر وتصعيد المطالب والحاق الضرر بمصلحة الطالب. فالمسألة النقابية شيء وسير العملية التدريسية شيء آخر، وقرار التعويض الحكومي قرار صائب لا غبار عليه، وأظن ان أغلبية المعلمين يدركون هذه الحقيقة وعلينا تفادي تحويل الاضراب الى لعبة والاعتصام الى سلاح موجه للطلبة، فانقاذ العام الدراسي بالتعويض له الأولوية، أما مسألة الانتخاب والترشح فتلك قضية أخرى تعالج بعدم المس بالحصص وانتظام الدراسة، الا اذا كانت هناك مآرب في الاستحواذ على الاتحاد باسم التنسيقيات وهي أيضاً غير منتخبة مثلها مثل عضوية الاتحاد الاخيرة، فالأصل الاعداد لانتخابات نقابية ديمقراطية غير مسيسة وهذا لا يمكن تحقيقه في عجالة أو اعتصام أو اضراب، بل بالحوار والنقاش وصولاً الى حل وطني.