اسرائيلية كيري ويقظة ديسكين ومصداقية ليفي - عزت دراغمة
قد يكون وخز الضمير أو يقظته حتى لو متأخرا أفضل من بقائه غائبا او بلا, وهذا الحديث يقودنا إلى ما كتبه رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي السابق يوفال ديسكين الذي راح للاعتراف بأن المسؤولية عن كل ما يحدث من أعمال عنف هو فقدان الأمل ومشاعر الحرمان والمرارة لدى الشباب الفلسطيني وعدم وجود حل سياسي, وهو ما أكده أيضا الكاتب والصحفي الإسرائيلي المعروف بمصداقيته جدعون ليفي أمام الأميركيين الذين ما زالوا مخدوعين بما يدعيه قادة وحكومة الاحتلال من مزاعم عبر مبرراتهم قتل وإعدام الفلسطينيين واستمرار احتلالهم لهم ولوطنهم بذريعة محاربة "الإرهاب" كون إسرائيل وفق هذه المزاعم هي "الواحة الديمقراطية" الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط, ولهذا جانب وزير الخارجية الأميركي الحقيقة وعين الصواب في مطالبته الحكومة المصرية باحترام حقوق الإنسان, رغم انه رأى بأم عينه ما تمارسه حكومة الاحتلال من انتهاكات وخروقات إنسانية, عبر ما تنفذه من عدوان وممارسات ضد شعب محتل واعزل, وبدلا من مطالبته لإسرائيل بذلك راح للكيل بمكيالين ولم يستمع لصحوة الضمير الإسرائيلي التي عبرا عنها كل من الكاتب ليفي ومسؤول جهاز المخابرات السابق, ليظهر انه أكثر إسرائيلية من الإسرائيليين أنفسهم. وإذا كان من المضحك المبكي أن المسؤولين الاميركيين لا يستيقظون إلا بعد فوات الأوان, أو بعدما يتلاشى تأثيرهم ويصبحون بلا وظائف أو مسؤولية, حيث تأتيهم جرأة الحديث الصادق كما توضح تصريحات أكثر من رئيس ومسؤول أميركي سابق بان إسرائيل هي الدولة المتغطرسة والمحتلة والتي تنتهك حقوق الإنسان, تماما كما هو حال يوفال ديسكين الذي اعترف بالحقيقة بعدما مارس ما مارس من تصفيات وإعدامات ضد الفلسطينيين, أو كما قال جدعون ليفي بأن الأميركيين يقدمون كل الدعم لإسرائيل ولكنهم فشلوا في وقف الاستيطان أو ثنيها عن ممارسة الابرتهايد ضد الفلسطينيين, فهم أي المسؤولين الأميركيين بمن فيهم الرؤساء لن يجرؤوا وليس لديهم الشجاعة الأخلاقية ليجبروا إسرائيل على قول أو فعل ما يجب أن تفعله لإنهاء احتلالها ووقف عدوانها وإذلالها لشعب مدني اعزل, معتبرا أن مساندة الإدارات الأميركية للحكومات الإسرائيلية هو السبب الرئيس في مواصلة ما تنفذه من احتلال واستيطان وقتل واعتقالات في الضفة وغزة, وهي أي الولايات المتحدة التي تشجع إسرائيل على فعل ما تقوم به من خلال دعمها ومساعداتها وهو الأمر الذي لن يتوقف على المدى المنظور كما يرى ليفي!