"هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس  

تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس

الآن

سامي ميخائيل الذي سار ماشيا لبغداد - حسن سليم

الكاتب الاسرائيلي ابن العقد التاسع، سامي ميخائيل، واحد من الذين يعيشون حالة اغتراب في دولة الاحتلال الاسرائيلي، وتناقض مع مواقف حكوماتها المتعاقبة، التي ما زالت تصر على التنكر للحقوق الفلسطينية المشروعة، وترفض تطبيق الشق الثاني من قرار تأسيسها، بقيام دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل.  وقد عرف ميخائيل مبكرا ما معنى ان يتشرد الانسان عن وطنه، او يغترب فيه، فهو الذي قال انه من فرط شوقه للعراق كان يسير ماشياً باتجاه بغداد، ووجهه مبلل بالدموع حتى هده التعب واضطر للعودة إلى طهران، حين كان مطارداً من قبل الحكم الملكي في العراق، فاضطر للهرب إلى إيران عام1946، على خلفية نشاطه السياسي في تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي. موقف الكاتب سامي ميخائيل، العراقي المولد، الاسرائيلي الجنسية، المؤمن والفاعل لصالح نصرة حقوق الفلسطينيين، لم يتغير حتى قبل قيام دولة اسرائيل، من ثقافة الاحتلال، وبقي رافضا لثقافة الاستقواء والاغتصاب لحقوق البشر، وسبق ان صدر عنه موقف جريئ ابان الاحتلال الاميركي للعراق، برفضه لاحتلال بلده الام العراق، ودفع ثمنا كبيرا نتاج التحريض ضده من قبل الصحافة الاسرائيلية. اليوم وبعد ان بلغ سامي ميخائيل، التسعين من عمره، وهو الاكبر من عمر دولة الاحتلال سنا، يواصل استمرار طرقه بالكلمة والقلم على رأس حكومته، لعلها تصحو- وقد سبق لايهود باراك رئيس وزراء سابق لدولة الاحتلال، ان طالبه باستمرار الضرب بالحذاء على رؤوس السياسيين الاسرائيليين- وما زال ميخائيل يؤمن ان استقلال اسرائيل لا يمكن ان يكون مستقرا دون دولة فلسطينية للفلسطينيين مستقلة الى جانبها، وانه لا خيار سوى استمرار الهجوم السياسي ضد حكومات الاحتلال من خلال جبهة عريضة حتى تتغير، او تغير موقفها من احتلالها للفلسطينيين، وسرقة ارضهم، من قبل المستوطنين باستيطانهم، الذين يمثلون العدو الاكبر لبقاء اسرائيل واستقرارها، ومسمارا في نعشها، ولهذا يعتبر المستوطنون كل ديمقراطي في اسرائيل عدوا لهم، ذلك لانهما نقيضان.  ورغم اليأس والاحباط في نفوس من هم بعمر سامي ميخائيل، من ضياع فرصة تحقق السلام، في عهد المؤمنين به، الا ان ميخائيل ما زال يؤمن بالصحوة لتحقيقه، وان السلام والخلاص للفلسطينيين لن يتحقق بالاعتماد على من رفع شعارات تخليصهم من الاحتلال، حيث انهم في الحقيقة يكذبون، بل وغبي من يصدق ذلك الشعار، ولكن الممكن فقط ان تتحرر فلسطين من الاحتلال من خلال كفاح ابنائها، "وان كفاح الفلسطيني لا يمكن ان يكون ارهابا، او تخريبا، ولو كنت مكانه لفعلت ذات الفعل، لان العيش تحت الاحتلال، امر غير ممكن ولا مستوعب"، يقول سامي ميخائيل. ومن خلال ما يقوله الكاتب والروائي الشيوعي سامي ميخائيل، وفيه درس من المهم قراءته، عندما يتساءل: ما جدوى الكتابة بالعربية، اذا كان العرب لا يقرأون، ولا اليهود يقرأون بهذه اللغة؟ ما يستوجب تغيير لغة الخطاب، ورسائله، حتى لا تكون النصوص مجرد حروف متلاصقة، اشبه بالطلاسم، وحتى لا يكون مصيرنا، كمصير الراحل سمير نقاش الذي لم يقرأه العرب ولا اليهود فرحل بائساً محبطا. 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025