دعم الصمود - حافظ البرغوثي
أصدرت سلطات الاحتلال في الآونة الاخيرة سلسلة من الاوامر العسكرية لمصادرة المزيد من الاراضي ضمن مخطط الاجهاز على منطقة الاغوار والسفوح الشرقية حيث ان الاستيطان المغلف امنيا اجتاح المنطقة المحاذية لنهر الاردن من البيضاء وبردلة وكردلة حتى البحر الميت وزرع الاحتلال مئات الالوف من اشجار النخيل "المجول" مغربي الاصل فيما تمكن المزارع الفلسطيني بشق الانفس من زراعة 300 الف نخلة فقط ولديه مليون شتلة تحتاج الى زراعة لكن الاحتلال يمنع عنه الماء والارض ويطارده في رزقه. واعتقد ان الصراع على الأرض يخوضه الاحتلال من جانب واحد فيما نترك مزارعنا يواجه مصيره وحده دون سند او دعم, فالمخطط الاستيطاني لحكومة اليمين يضع نصب عينيه الآن السيطرة بالكامل على الاغوار التي تمثل قرابة ثلث مساحة الضفة مع شرقي بيت لحم والخليل بمعنى ان المنطقة المسماة "سي" هي المستهدفة حاليا بالاستيطان والتطهير العرقي, وعندما يتشدق قادة اسرائيليون بالانفصال عن الفلسطينيين فانهم يريدون الانفصال البشري وليس الارضي لانهم يريدون الاغوار والمستوطنات اي الاستحواذ على 60 في المئة من الارض وحصارنا فيما تبقى ضمن تجمعات سكانية غير متصلة مع بعضها خوفا مما يسمونه الدولة ثنائية القومية التي يرون فيها نهاية للمشروع الصهيوني. قلنا الف مرة ومنذ سنة 1996 ان معركتنا هي معركة بقاء او فناء وليس بناء لان كل ما نبنيه قابل للهدم والتدمير في ظل الاحتلال وان من الواجب توجيه الجهود نحو تمتين الصمود في الارض وتعميرها وحمايتها ودعم صمود الانسان فيها, لكن البرامج والمشاريع في هذا الاتجاه يبدو انها معدومة حاليا لصالح اهتمامات اخرى, فاستصلاح الارض وتوفير الطرق والمياه ودعم المزارعين الذين يقارعون الاحتلال هي الاستراتيجية الوحيدة للصمود في وجه الاستيطان ولعل التوجه الى مجلس الامن ايضا ضروري لاخراج الاستيطان عن القانون الدولي وتجريمه.