اليمين وتغذية مشاعر الحقد - حافظ البرغوثي
يغذي السياسيون الاسرائيليون جنودهم بمشاعر العنف والحقد والكراهية عندما تحدثوا منذ بدء حملة الطعن في اعقاب الممارسات والانتهاكات في المسجد الاقصى عن ضرورة ألا يبقى منفذ الطعن حيا.. وصدر مثل هذا الكلام على أكثر من لسان وحاخام وبائع كلام ومروج حقد وخصام، وقلنا وقتها ان من شأن سياسة القتل الاشتباه ان تعطي دفعا للشبان للانتقام وكتبنا طاعنين في روايات الطعن وانتقدنا مشاركة الأطفال في العنف من منطلق حماية الطفولة من عنف الرجولة غير الانساني.
لكن عندما نسمع نتنياهو يقول في عرينه الاميركي ان داعش تتعلم من الفلسطينيين، وعندما يدافع سياسيون اسرائيليون عن قتل الجرحى والقتل بالاشتباه، فهم هنا يحاولون شيطنة الفلسطيني، ليس كفرد، لكن كشعب، وتجاوز قضيته بحجة ان الوضع العربي مريض، والوضع الغربي يغرق في الارهاب الذي ساهم في تنميته وانعاشه في سوريا، فالحكومة الاسرائيلية لا تريد الاعتراف بمسؤوليتها عن تفجر الوضع، وتحاول علاج من ليس له عينان بوضع كرتين بلوريتين، وكفى بعد هذه الشهور أنه لا يبدو ان سياسة القتل أوقفت الطعن .. لسببب بسيط وهو ان أسباب الهبة الحالية ما زالت موجودة بل وتضيف اليها حكومة اليمين اسبابا جديدة يوميا.. فهي تعارض المفاوضات وتعارض الدولة الفلسطينية وتعارض كبح الاستيطان وتعارض أي مسعى دولي لتحريك عملية التفاوض وفي ظل موقف كهذا سيستمر العنف المتبادل وقد يتطور الى ما هو أوسع .. وفي النهاية يصعب احتواؤه لاحقا لأن اسرائيل ستكون مضطرة لمفاوضة كل فرد فلسطيني على حدة طالما انها تتجاوز القيادة الشرعية.