يوم الارض - حافظ البرغوثي
يحيي شعبنا الفلسطيني اليوم ذكرى يوم الارض الخالدة التي عمدها شهداء الجليل بالدم وكأنهم يواصلون العهد بالوفاء للأرض والدفاع عن ترابها وقدسيتها في وجه الاستيطان في النقب والجليل آنذاك، ولعلنا ونحن نحيي هذه الذكرى العطرة لمئات الشهداء الذين رووا بدمائهم الارض منذ ذلك الوقت يجب ان نؤكد ضرورة ان تكون المعركة ضد الاستيطان واحدة لأن الاستيطان واحد سواء في الجليل او المثلث او النقب او الاغوار او القدس او الضفة ككل. وعلينا مواجهة الاستيطان ليس بالشعارات والهتافات بل بالانغراس في الارض أوتادا وشجرا وحجرا وبشرا بتوفير مقومات الصمود وتعمير المنطقة الواقعة تحت الاحتلال المباشر المسماة منطقة «سي» ودعم المزارع الفلسطيني بالماء والكهرباء وفي مجالات الزراعة وشق الطرق الزراعية حيث لا يكفي الهتاف ولا الشعار ولا المسيرة لصد المد الاستيطاني بل العمل في الارض والدفاع عنها واستصلاحها وزراعتها، فنحن الآن نشهد هجوما استيطانيا كاسحا مقرونا بالقمع والتطهير العرقي حيث فقدت حكومة اليمين الاسرائيلي النطق بأي حرف من حروف السلام وتعلمت أبجدية القتل والاعدام والتطهير والمصادرة بدلاً من لغة الأمن والتعايش السلمي، واذا كان الشعب الاسرائيلي منوما استيطانيا واحتلاليا فانه لا بد ان يستيقظ وقد دفع ثمنا باهظا من الدم لأنه اذا لم يوقف جنون الاستيطان فانه سيكون الضحية للعنصريين الفاشيين في صفوفه، ففي غياب شريك اسرائيلي يؤمن بالسلام والعدل لا بد لنا من ان نكثف جهودنا لحماية أرضنا وافشال مخططات الاستيطان التي تحمل في طياتها ادامة الصراع والقتل الى أجل بعيد، وفي ذلك خسائر متبادلة لكلا الطرفين لا يعلمها الا الله.