عودة الى زمن الفيتو - يحيى رباح
يوميات الاحتلال الإسرائيلي هي نفسها يوميات دولة إسرائيل التي يريدها نتنياهو دولة يهودية خالصة، يريدها ضد التاريخ، ويريدها خارج العالم، ويريدها ضد القانون الدولي وضد القانون الإنساني، يريد العودة الى زمن وخرافات الغيتو، واساطير الغيتو، ومن لا يعجبه ذلك فلتحل عليه اللعنة، وهذه اللعنة اليهودية القادمة من سواد الغيتو حلت على لسان سكان الغيتو اليهودي بكل سكان الأرض وبكل امم العالم، الكنعانيين، والمصريين والحيثيين، والفلسطينيين، ولعنة المدن التي لم تعجبهم، والممالك التي كشفت جرائمهم وعيوبهم، والشعوب الأخرى التي لم تقبل شذوذهم. ودولة اسرائيل الآن في ظل حكومة نتنياهو الرابعة ذاهبة من جديد الى زمن الغيتو، فالأمم المتحدة وهيئاتها ومجالسها مثل مجلس حقوق الانسان ولجان التحقيق الدولية والجمعية العامة تتعرض للهجوم المقذع لانهم صوتوا لصالح فلسطين وأدانوا الاستيطان ويصفون ارهاب المستوطنين بانه ارهاب وليس اي شيء آخر. وانظروا كيف يذهب الكنيست الإسرائيلي بقدميه الى الغيتو، لانه لا يطيق الآخرين، لا يطيق اعضاء الكنيست الفلسطينيين لانهم فلسطينيون، يقرر عزلهم وابعادهم مع انهم مواطنون في دولة اسرائيل منذ انشائها قبل سبع وستين سنة، وقد تم انتخابهم من الشعب الاسرائيلي بيهوده ومسلميه ومسيحييه، ولكن الكنيست الذي عاد الى الوراء لا يريدهم، وربما يذهب بعد فترة وجيزة الى طرد النواب اليهود من اصل فلسطيني، وبعدها الى طرد النواب اليهود من اصل مصري او عراقي او مغربي، او من اصل شرقي عموما، والكنيست يوافق على اصدار قانون لمعاقبة الأطفال الفلسطينيين وابقائهم في السجون حتى يبلغوا الثمانية عشر عاما ثم يحاكمهم، ويوافق على تعلية اسوار وجدران الفصل العنصري بالقدس وحول المستوطنات، انه شغف مرضي بالغيتو. الفلسطينيون في رقعة فلسطين التاريخية عددهم الآن ربما اكثر من عدد اليهود داخل اسرائيل بالاضافة الى القدس والضفة والقطاع، فاذا كانت اسرائيل تستعيد الآن زمن الغيتو فماذا يحدث غدا في الزمن القريب؟