حماية الأغوار- حافظ البرغوثي
اطلق نشطاء واصحاب الأراضي في قرى الأغوار الشمالية امس, حملة شعبية لمواجهة الاستيطان وحماية الارض وزراعة مليون شجرة وذلك في البقيعة الشرقية حيث زرعوا اشجار الزيتون في منبسط سهلي قرب ارض مصادرة مزروعة بالعنب. ويقول ابو صقر وهو رئيس مجلس البقيعة لقد اخطأت وزارة الحكم المحلي في تسميتنا بالتجمعات السكانية والبدوية في الاغوار لأننا سكان قرى وتجمع عددها 26 قرية نملك الارض ولا نتجول فيها للرعي. ولعل تذمر ابو صقر بوجهه الاسمر الذي لسعته اشعة الشمس يكمن في عدم وجود جهة رسمية مسؤولة عن الاغوار وهي الشكوى نفسها التي سمعتها في فروش بيت دجن والمالح والزبيدات ومرج نعجة وغيرها من القرى الغورية كما يقول سلامة زبيدات احد نشطاء قرية الزبيدات الذي يقول ان الضرورة تقتضي تشكيل سلطة للاغوار للدفاع عنها ودعم مزارعي المنطقة ولا نريد اناسا في المدن يتحدثون باسمنا فنحن اولى بالشكوى لاننا من يتألم.
فالآلة الاستيطانية لا تكف عن قضم الارض في الاغوار وتوسيع المستوطنات حيث بدأت سلطات الاحتلال بالتركيز على زراعة النخيل على ضفة نهر الاردن واقامت احواض مياه من مياه النهر وتستعد لازالة الاسلاك الشائكة لتضييق المنطقة الامنية وتوسيع الاستيطان لزراعة النخيل حيث يسيطر المستوطنون على مصادر المياه والينابيع ومياه النهر بسبب الجدوى الاقتصادية للنخيل في مجال تصدير التمور حيث يبلغ ريع كل نخلة الف شيقل سنويا على الاقل عدا ما تنتجه من فسائل، فالنخلة الواحدة تنتج قرابة 4800 تمرة. وبات معروفا ان المستوطنين صاروا يضمنون مزارعهم للمواطنين لأنهم يركزون على النخيل ولأنهم يريدون الربح السهل وقد تحايلت شركة استيطانية في الغور على تصدير اسماك الزينة لاوروبا بأن ضمنتها لتاجر من رام الله لتفادي المقاطعة وهذه مصيبة تضرب جهود المقاطعة وتفرض وجود جسم رسمي وشعبي يشرف على منطقة الاغوار ومشاكلها ويضع الخطط لتنميتها. ولعل مبادرة زراعة مليون شجرة تستوجب ان تكون هناك جهة توفر المياه خاصة وان الاخ نعيم العيساوي وهو مزارع نخيل في اريحا يؤكد وجود مليون شتلة نخيل بحاجة الى مياه لزراعتها. فهل سيرى اهل الاغوار سلطة او هيئة تنبثق منهم لرعاية الارض وحمايتها؟