عداد الأجرة - حافظ البرغوثي
عادت وزارة المواصلات الى محاولات تشغيل عدادات سيارات الأجرة للمرة العشرين منذ ما قبل الميلاد اي منذ اختراع العجلة التي تجرها الخيول والابقار في القرن الثالث عشر قبل الميلاد في عهد حكومة اللاتوافق في العصر الكنعاني المتأخر.. وقد فشلت كل المحاولات السابقة في زمن الاغريق لما أصاب الطرق آنذاك من ضيق.. وحاول الرومان رصف الطرق من ايلياء حتى سبسطية وفرضوا أتاوة على الطرق لحمايتها من اللصوص مرورا بوادي عيون الحرامية وتمكنوا من تسيير العربات التي تجرها الخيول وما زالت آثار الطريق الدارسة ماثلة للعيان في بعض الأماكن وقبل قيام السلطة كان شرطي واحد في سلك الشرطة الاحتلالية يفرض قانون السير بدقة في مدينتي رام الله والبيرة، فاذا سار في الشارع دب الرعب في المشاة واصحاب السيارات لأنه يخالفهم دون رحمة فيرهبون جانبه حتى لو لم يكن يهوديا.. وبعد قيام السلطة وفي خضم الفلتان الأمني صار سائق الأجرة هو المسيطر على الوضع فيغلق الطرق واحيانا يوعز لمن يطلق النار عشوائيا على دورية حتى يعمد الاحتلال الى اقامة حواجز واغلاق الطرق لكي يزيد السائق الأجرة على الركاب لمروره في طرق التفافية، ومع تزايد الفلتان كان السائق ينزل من سيارته اذا أوقفه شرطي لمخالفته و«يخمع» الشرطي كفين وشلوت ويواصل طريقه غير عابئ بوجود شرطة ضعيفة لا يحميها قرار سياسي.. وبعد فرض الأمن حاولت المواصلات فرض العداد فرفضه السائقون وتم تجاهله أكثر من مرة والآن تحاول المواصلات اعادة فرضه لتنظيم هذا القطاع وحماية لجيب المواطن من الاستغلال.. ولكن ما زلت أشك في تنفيذه لأن هذا يحتاج حسما وشرطة قادرة على متابعة تنفيذه ليل نهار مع اننا نؤيد النظام وتطبيقه بحزم دون هوادة.. والله من وراء القصد.