مع إطلالة الربيع.. حذار - عزت دراغمة
يخيل لي أن لا أحدا من أبناء شعبنا الصامد إلا والحاجة الحضارية تدفعه للخروج والانعتاق نحو فضاءات الأرض الخلابة كالسهول والجبال وينابيع وعيون المياه، بل إن ما تكتسي به طبيعة وطننا من سحر فتان رغم كل المنغصات والظروف التي يشترك الجميع بلا استثناء في مواجهتها، تفعل فعلتها الجذابة لا سيما وجميع أبناء هذا الشعب مرتبط عضويا بالأرض كابر عن كابر، ومن هنا يأتي مكمن الحذر واخذ الحيطة سيما في المناطق التي توجد بها برك مياه كما في منطقة "الساكوت" والعوجا في الأغوار حيث حصدت أرواحا بشرية كثيرة، أو في السهول والوديان والجبال التي استخدمها جيش الاحتلال في مناوراته العسكرية مخلفا وراءه متفجرات قد تطيح بأرواح أطفال ونساء أبرياء كما في كل عام، والى جانب كل ذلك هناك قطعان الخنازير وهناك المياه الآسنة والعادمة التي يطلقها ويضخها مستوطنو الاحتلال لتدمير وتسميم المزروعات والبساتين الفلسطينية وهناك الانهيارات التي قد تحدث بشكل مفاجئ إذا ما تم الاقتراب من أماكنها الخطرة. إن وزارات السياحة والآثار والزراعة والتربية والتعليم وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة بالسياحة الداخلية، مطالبة بإصدار نشرات توعوية وتوضيحية وتحذيرية للمواطنين بشأن مناطق ومواقع التنزه والترفيه مع إطلالة فصل الربيع تفاديا لوقوع المحذور الذي لا تحمد عقباه، كما أن نقابة السواقين وشركات الباصات والحافلات هي الأخرى تقع عليها مسؤولية لا تقل عن غيرها في توفير السلامة العامة للمركبات التي تقل المتنزهين سواء من ناحية الأعداد المسموح بها لكل مركبة أو شروط السلامة العامة الأخرى. وحتى تبقى طبيعة فلسطين التي حباها الله كجنة في الأرض، لا بد من المحافظة على جميع الثروات الطبيعية التي تضفي على الجمال جمالا كالطيور والحيوانات البرية والأشجار والمحميات الطبيعية، كما ان حاجة التنزه والترفيه عن النفس والاستمتاع بالطبيعة تستدعي من الجميع التعالي على الخلافات أو الاحتكات التي تؤدي في غالب الأحيان إلى المشاحنات والشجارات التي عدا عما تسببه من إصابات وخسائر مادية تؤدي الى عكس ونقيض الترويح والتنفيس وتجدد الأمل بعطاء أفضل.