غابة الشهيد أبو عمار مبادرة تستحق التكرار - عزت دراغمة
تبدو مبادرة زراعة وإقامة الغابات على الجبال والسفوح الفلسطينية كما جرى بالأمس على سفوح جبل عيبال شرقي مدينة نابلس، وحملت اسم الشهيد الرمز ياسر عرفات مبادرة تستحق التكرار على كل جبل، ليس لأنها تخلد رمز النضال والثورة والشعب الفلسطيني فحسب، بل لأنها وقبل كل شيء تعيد لهذه الأرض أمجادها وتاريخها الطبيعي من ناحية، وتحمي الأرض من عمليات المصادرة والسرقة والنهب على يد الاحتلال من ناحية ثانية، إضافة إلى ما توفره من مراع خصبة ومحميات طبيعية يمكنها بالتأكيد المساهمة في الحفاظ على ثروات أخرى.
إن التظاهرة أو العرس الجماهيري الذي احتشد المشاركون فيه لزراعة أكثر من ألف شجرة حرجية في مستهل الشروع بإقامة غابة الشهيد الحي أبو عمار، تزامنا مع الذكرى الرابعة عشرة لاجتياح قوات الاحتلال لمدينة نابلس وتخليدا ليوم الأرض تستوجب من المؤسسات الوطنية الرسمية والأهلية كافة المبادرة لإقامة غابات مشابهة على مقربة لكل المدن والبلدات والقرى، لا سيما المستهدفة منها بالاستيطان والمصادرة تماما كما أقيمت المحمية الطبيعية التي حملت اسم الشهيد الوزير زياد أبو عين، لأن تخليد وإحياء يوم الأرض يتطلب إحياء الأرض باعمارها وتشجيرها وجعلها معطاءة حية حتى لو قام الاحتلال بقتلها مرارا وتكرارا، كما ليس بالضرورة ان تقتصر عملية زراعة الأشجار على الأشجار الحرجية بل التنوع، وحتى تكون العملية ناجحة ومضمونة لم لا يقوم المواطنون بشق الطرق حتى لو كانت ترابية للوصول إلى الجبال وسفوحها حتى يكون بمقدور كل مواطن أن يؤمها بشكل دائما؟