التعاون المصري السعودي - حافظ البرغوثي
يجمع المراقبون على أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها العاهل السعودي الملك سلمان لمصر كانت ناجحة أكثر من التوقعات بشأن التعاون بين البلدين الشقيقين، حيث تحاول مصر النهوض اقتصادياً بمشاريع تنموية متنوعة سيأتي أولها بعد سنوات قليلة، وتحاول المملكة من جهتها درء المخاطر الامنية على شبه الجزيرة العربية سواء من ايران أو من قبل داعش أو المليشيات الشيعية في العراق التي تحولت الى مخلب ايراني، فالارهاب الطائفي هو الخطر الاكبر كما ان محاربته لا يجب أن تميز بين ارهاب وآخر، لأن ملته واحدة وهي الفتك بالأبرياء وتدمير وتخريب البلاد، ولعل النظرة المصرية للأزمة اليمنية ربما كانت موضع خلاف مع السعودية الا أن الأحداث أكدت صحة الموقف المصري من حيث لا حل عسكرياً في اليمن وأن الحوار هو البديل، ومنذ اليوم الأحد تدخل في اليمن الهدنة الرابعة تمهيداً للحوار اليمني في الكويت حيث اقتنع اليمنيون أن لا منجاة لهم سوى بالحوار، وحل مشاكلهم الداخلية بإعادة بناء النظام السياسي لمواجهة آثار الحرب ومواجهة الجماعات الارهابية التي استعادت نشاطها هناك. ولعل نجاح زيارة الملك سلمان تقاس بنتائجها، حيث ركزت على تنمية سيناء واقامة جامعة هناك وربط السعودية مع سيناء بواسطة جسر عملاق من شأنه زيادة التبادل التجاري بين البلدين وتنشيط حركة النقل اضافة الى تمويل مشاريع عملاقة حيث ما زالت روسيا والصين أكبر المستثمرين في مصر، ويبدو أن السعودية ستتقدم عليهما بفضل الاتفاقات التي وقعت وبفضل ما ستودعه السعودية من أموال في البنك المركزي المصري لدعم الجنيه. التعاون المصري والسعودي سيكون حجر الزاوية في اعادة بناء موقف عربي جديد طالما أن الشماتة بائنة على ألسنة الاميركيين من اضمحلال الوضع العربي وتهميشه. ففي النهاية لن ينقذ البلاد العربية سوى أهلها.