ما يحمله جسر الملك سلمان - فادي عيد
كثر كلام المغرضين و الحاقدين على الترابط المصري الخليجي عامة و المصري السعودي الاماراتى خاصة، فكل حاقد أغفل عيناه عن اهمية مشروع جسر الملك سلمان حفظه الله و بات يحاول الوقيعة بين الاشقاء مدعي ان مصر تنازلت عن الجزيرتين لشقيقتها السعودية و هى بالاساس تعود تبعيتها إلى قبيلة الدرعية التى يعود إليها أساس الأسرة الحاكمة السعودية التى توسعت و ضمت الحجاز و كونت المملكة العربية السعودية و تنازلت عنها الشقيقة السعودية إلى الدولة المصرية خلال فترة الخمسينات أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حتى تتفادى المواجهة المباشرة مع إسرائيل، فمصر لم تتنازل عن سيادتها و لن تعتدى على حقوق أشقائها، و مهما فعل الحاقدون فهم صغار امام كبار الامة و رجالها .
و حقيقة ما فى الامر لمن يريد أن يعرف اهمية جسر الملك سلمان و تداعياته فمصر تغير اتفاقية كامب ديفيد على الارض و ليس الورق، و لو كان مشروع جسر الملك سلمان ذو بعد تجاري فقط لكان تم انشاء جسر يربط الضفتين السعودية و المصرية مباشرة دون المرور على تيران و صنافير، و لكن بالمرور على الجزيرتين تثبت قدمك الحقيقية بمدخل خليج العقبة كي تقطع قدم اسرائيل على البحر الاحمر و تفرض نفوذك على ام الرشراش (ايلات)، لا تنسو كل ما نعلمه كرأي عام عن ما يدور بالغرف المغلقة هو ما نقراءه فى الصحف فقط (أي الخطوات الاولى الظاهرة) و اذا كنا علمنا بمشروع جسر الملك سلمان و هو قرار يعد خطوة اولى فى مبارة شطرنج جديدة فبالتاكيد شكل الخطوة الاخيرة معلوم بين القيادتين الحكيمتين بمصر و السعودية وفقا لما تراه قيادتنا لوضع الشرق الاوسط فى ظل حروب الاقليم الذى سيشهد مرحلة جديدة .
انظرو لوضع المناطق أ، ب، ج بسيناء بالامس حسب خريطة كامب ديفيد، و بوضعها اليوم بخريطة مصر السيسي ستجدوها تتغير تماما بدءا من حركة التعمير المتسارعة فى سيناء كي تكون فى مواجهة التغير الديموغرافي التى تشهده صحراء النقب باسرائيل، انظرو للتواجد الحالى للجيش المصري بكافة ربوع سيناء، و كيف تتعامل القيادة المصرية مع القوات الدولية و رغباتها عبر تصريحاتها المسمومة او ما خلف تصريحاتها، و الان اخرجنا اخر جزء بعيدا عن التواجد العسكري الفعلى لمصر الا و هم جزيرتي تيران و صنافير من اطار كامب ديفيد و المنطقة ج، أي لم يعد ايلات مغلق حين أشعار أخر فقط بل و تم وضع كامب ديفيد فى الانعاش .
و على الجبهة السعودية التى تخوض حرب لا تقل ضراوة عن الجبهة المصرية لا يراه سوى المغيبون و اخوان الملالي، فحجم التحديات التى تواجه السعودية للحفاظ على استقرار دول الخليج امام التدخلات الايرانية السافرة لا يوصف، حتى باتت أعين الرياض الحارسة على شقيقتها البحرين و الكويت أكثر من اى وقت مضى بالتزامن مع عزم السعودية على قطع اوصال صبيان الحرس الثورى بجنوبها اليمني، و لان خليجنا العربي جزء لا يتجزء من امن مصر القومي فجاء تدريب اليرموك2 المشترك بين القوات المصرية و شقيقتها الكويتية للرد على نباح قادة الحرس الثورى تجاه الكويت، و لان الامارات هى الضلع الثالث و قاعدة المثلث العربي و الحاضرة بكل المحافل و المناسبات الهامة بالاقليم كان لتوقيت زيارة الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن القومى لدولة الإمارات العربية بصحبة وفد رفيع المستوى للقاهرة أثناء تواجد خادم الحرميين الشريفين أكثر من مغزى و رسالة .
و اذا كنا طرحنا اهمية جسر الملك سلمان العسكرية و الاستراتيجية فيجب الا نغفل دور الجسر فى المناطق الصناعية الناشئة بمدن القناة و ما تشهده سيناء من تنمية حقيقية بالتزامن مع سعي الشقيقة السعودية فى استغناء اقتصادها عن النفط كمورد اساسي و البحث عن البدائل، و فى ظل طرح ولي ولي العهد محمد بن سلمان لافكار رائعة و واقعية خارج الصندوق لدخول الاقتصاد السعودي مرحلة ما بعد النفط، بالتزامن مع بحث الرياض عن بدائل سياسية تجاه ازمات الاقليم و بالقاهرة دائما المفتاح، و اسئلو انفسكم لماذا تأجلت زيارة الملك سلمان لبلده الثاني لما يقرب من شهر، و ماذا حدث و ظهر خلال تلك المدة كي تجعل تلك الزيارة بذلك الحجم من الاهمية و الحفاوة الغير مسبوقة من الجانبين، و ما ظهر من حالة توافق و انسجام بين القيادتين بكلا من مصر و السعودية .
أنها من المرات القليلة التى يكون فيها العرب فعل و ليس رد فعل، و ان كنتم تظنوني ابالغ تابعو تحليلات الصحف العالمية كافة بلا استثناء التى صبت كل اهتمامها بما يدور فى القاهرة خلال تلك الايام مع العلم ان القاهرة كانت تتحرك بكافة الاتجاهات و تتواصل بكل المحاور حتى أثناء اهتمامها بضيفها الكبير .
كلمة أخيرة لحضراتكم و لكل من تفاعل مع دعوات اخوان الشيطان للمحاولة من النيل من القيادة السعودية و المصرية، أن السعودية و مصر يقودهم رجال و ليس مجموعة من الصبية على مواقع التواصل الاجتماعي، و قد لا تشعرون بحجم الحرب التى تخوضها أوطاننا بشكل مباشر منذ 2011م و لكن وقت ما ستعلمو ان قرار انشاء جسر الملك سلمان كان قرار اعلان حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى على من يلوي ذراعنا بسد النهضة الاثيوبي، فمن استطاع ايصال مياة النيل لقلب صحراء سيناء قادر و واثق ان المياة القادمة من المنبع لم و لن تتوقف نحو المصب، أنها مصر هبة النيل، و أن السعودية تفكر بعقول رجالها و تأخد القرار بارادتها و لا تنتظر موافقة من الغرب او اشارة من الشرق، ها هم كبار الامة سلمان الحزم و العزم، و اسد الكنانة عبد الفتاح السيسي، و ابناء زايد و صقور اماراتنا حفظهم الله رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ للَّهَ عَلَيْهِ . و لا عزاء لمغردين الوحدة 8200 بالموساد سابقا 8300 حاليا و اخوان الملالي و حريم السلطان .