لنغضب ..لأطفالنــا - ماهر حسين
أشعر بالغضب الشديد من الفيديو الذي انتشر عما يحدث في مدارس غزة، حيث تقوم حماس ووعاظ حماس التابعين لأوقاف حمـــاس بالتعامل بطريقة لا انسانية مع اطفالنـــــــــا .
فما شاهده الجميع لا يمت للعملية التعليمية بصلة ..ولا يوجد له أي علاقة بأصول التعامل مع الأطفال ...بل للأسف ما شاهدناه وشاهده العالم يعبر عن رؤية دونية للطفل تتناسب مع مجموعة من الانحرافات التي قدمتها حماس والمنظمات الشبيهة بها للعالم ..منظمات تستغل الدين للتحكم في تفكير وسلوك الطفل .
ليتحول هذا الطفل الى أداة بيد هذه التنظيمات تفعل به ما تريد وتستخدمه لما تريد.
أتحدث عن ...
الأستتابه ..ومن قبلها جعل الأيتام من الأطفال يلبسون الكفن دفاعا" عن مرسي في مصر ...ومحاولات قتل الأطفال من خلال تفخيخهم وحثهم على التفجير وتحريض الأطفال في قناة الأقصى على حمل السكين لتحرير فلسطين ...كل تلك الظواهر وغيرها من ظواهر وسياسات نابعة من حركات تستخدم الإسلام للسيطرة على الأطفال .
لا أدري ما الذي يحصل لنـــــــــــــا وكيف لنا ان نقبل بهذا الهزل الإجرامي الكئيب للتعامل مع أطفالنـــا ...هم أطفال يخطئون ونعلمهم، نعلمهم بموجب ما تقتضيه العادات والتقاليد وبموجب ما يفرضه علينا الدين الإسلامي وبموجب ما تقتضيه المعطيات الحديثة للتعامل مع الأطفال .
عندما نتحدث عن التعامل الإسلامي والديني مع الطفل فحتما" نجد أنفسنا أمام حب ورحمة ..لا ترهيب ووعيد وإذلال نفسي .
سأنقل لكم حديثا" هنا عن حادثة ترويها السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها والحادثة مع الرحمة المهداه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ...
حيث قالت:((جاء أعرابيٌّ إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: تقبلونَ الصبيانَ فما نُقبّلهم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أوَ أملك لك أن نَزعَ اللّهُ من قلبِكَ الرحمة)).
أين الرحمة في التعاطي مع الأطفال ...أين التعامل معهم من خلال طفولتهم ومن خلال عمرهم ..لماذا هذا الأسلوب القائم على الترهيب والوعيد والإذلال النفسي والجسدي للأسف .
حتما" بأن ما يحدث في مدارس داعش وغيرها من منظمات إرهابية لا يختلف عن ما رأيناه في غزة .
أشعر بالغضب وعلى شعبنا أن يشعر بالغضب من هذه السلوكيات الحمساوية الضارة والغير مقبولة ..لست أدعو للهجوم على غزة وإراقة الدماء هناك ...ولكن علينا أن نقول لحماس كفى !!!!
علينا أن ندعو لوقف هذه الممارسات بحق أطفالنا في غزة بإعادة الإعتبار للرحمة ..ألا تؤمن حماس ووعاظ حمـــــــــــــــاس بما قال الرسول صلى الله عليم وسلم ... (ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا)..يرحم صغيرنا.
حتما" هم أبعد ما يكون عن وعي وفهم الجدوى من إسلام الطفل اليهودي وأدعو للتأمل بهذا الحديث ... عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال (كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ أَسْلِمْ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ ).
هذا محمد الرحمة المهداه الرحيم بالأطفال ..المحب لهم ..
بالنسبة لي....
إن مواقف السلطة الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية كافة بما فيها فتح و الرافضة لما تفعله حماس في غزة ليست كافية ..علينا أن نوقف حماس عن هذه الترهات بإبراز رفضنا الجماهيري .
وهناك ضرورات لمناقشة هذه المسلكيات الحمساوية الخارجة عن العقل والدين وباعتبار توقف هذه الممارسات بحق أطفالنا في غزة من شروط المصالحة وعلى حماس أن تعلم بان شعبنا لا يقبل بذلك.
يجب أن يكون هناك حملة وطنية للدفاع عن الطفل الفلسطيني من ممارسات حماس ومن ممارسات الإحتلال حفاظا" على الطفل الفلسطيني .
حملة وطنية تسعى لايصال صوت المواطن الفلسطيني الرافض لما تفعله حماس ولما يقوم به الإحتلال بحق أطفالنا في المعتقلات بشكل خاص .
علينا أن نخاطب المنظمات الحقوقية في العالم وأن نناشدها لتكون مع الطفل الفلسطيني أمل المستقبل وصانع السلام على أرض السلام فلسطين .
لنغضب لأطفالنا ..لنغضب لهم حفاظا" عليهم وضمانة" لمستقبلهم .
لنغضب لصناع المستقبل وأملنا القادم .
لنغضب حفاظا" على أنفسنـــــــــــــــــــــــا ولضمان أن يكون أطفالنـــــــــــــــــا هم بناة المستقبل بلا خوف وبلا ترهيب ليكن أبداع أطفالنا حبا" في الله عز وجل ورحمته وإيمانا" بالديانات ودورها في الرقي بعلاقة الإنسان بالله عز وجل ..حبا" بالمستقبل الذي يجب أن يكون مستقبلا" أمنا " يكون فيه للتعليم الحديث دور في صقل شخصية الطفل لمواجهة التطرف والجهل .
عندها سيكون مستقبل أطفالنا أفضل وستكون عبادتهم لله عز وجـــــــــل أفضل وحتما" سيكون تعالمهم مع الأخر بمنطق القبول لا بمنطق الكراهية ... فقط عندها سنكون قادرين على أن نخلق جيلا" اكبر من التطرف والجهل و(الترامادول).
لنغضب لأطفالنــــــــــا ولتعلم حماس بأن ما تفعله لا يقبله عقل ولا منطق ولا يتناسب مع شعبنا .