يوم الأسير - عزت دراغمة
تبدو الاستعدادات والبرامج المعلنة لإحياء يوم الأسير الفلسطيني رغم ما تضمنته من فعاليات ونشاطات وجهود لإنجاح هذه المناسبة الوطنية، لا تزال تحتاج للكثير من المراجعة والتمعن كي يأخذ الأسير الفلسطيني ما يستحق من دعم وتضامن وحقوق تعود على الحركة الأسيرة بنتائج قد تؤتي أكلها بشكل أو بآخر، أو على الأقل في أسوأ الظروف تؤدي الغرض الذي من اجله تم تحديد يوم للتضامن مع أسرى الحرية الذين يتجاوز عددهم الآن في معتقلات الاحتلال 7000 أسير يعيشون في ظروف اعتقالية لا إنسانية وموزعين على 18 معتقلا ومركز توقيف، من بينهم نحو 2000 حالة من المرضى و500 طفل وقاصر و66 أسيرة.
إن إحياء يوم الأسير يتطلب أن تسخر جميع الجهود والنشاطات والحملات خدمة لهذا اليوم، بما يشمل التحركات واللقاءات والتواصل السياسي والدبلوماسي– الإقليمي والدولي، والاعلامي والتربوي والأكاديمي في الجامعات والمدارس، والتثقيفي والفني والديني (الإسلامي والمسيحي) بما يعني تخصيص مواعظ وخطب يومي الجمعة والأحد في المساجد والكنائس لقضية الأسرى، إلى جانب إعداد برامج وخطط لاستيعاب وتأهيل الأسرى المحررين واستيعابهم في سوق العمل الرسمي والأهلي أو الخاص، عندها نكون قد عوضنا الأسير الذي قضى ما قضى وراء القضبان وذاق ما أذاقه إياه الجلاد من تعذيب وإذلال وقهر.
ولأن لا احد من أبناء الشعب الفلسطيني أو قيادته إلا وهو على أتم الاستعداد لدعم الأسرى على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية، باعتبار أن حالة الاعتقال والأسر كانت بسبب الانتماء لفلسطين وشعبها، ولأن القيادة الفلسطينية تؤكد دائما أن قضية الأسرى في مقدمة اهتماماتها، ولأنه قلما تجد عائلة آو منزلا فلسطينيا لم يدخل احد أبنائه المعتقلات الإسرائيلية، فان أسير الحرية والوطن يستحق من كل واحد من أبناء هذا الوطن شد أزره ورفع معنوياته التي يحاول الاحتلال تحطيمها من خلال المشاركة بكافة الفعاليات كل حسب ما لديه من إمكانيات وحضور.