فضائح "ابطال" إسرائيل - عمر حلمي الغول
صادقت الكنيست الاسرائيلي في عام 2005 على قانون "تخليد ذكرى رحبعام زئيفي"، الذي اغتالته الجبهة الشعبية، ولم تحدد ميزانية سنوية للاحتفاء بـ"البطل" الفاسق، وتركت الامر لرئيس الوزراء، الذي قرر لاحقا وفق صحيفة "هآرتس" ميزانية تصل الى 4,9 مليون شيقل. مع العلم ان ميزانية تخليد ذكرى رواد الصهيونية الاوائل أمثال جابوتنسكي وهرتزل لا تزيد على 350 الف شيقل. وهو ما يعكس خللا فاضحا ليس فقط في سلوك وممارسات وزير السياحة الاسبق، بل في المنظومة الفكرية السياسية الاسرائيلية. رحبعام زئيفي، شغل مناصب قيادية سياسية وتشريعية وعسكرية، فكان وزيرا للسياحة، وعضو كنيست والقائد لمنطقة المركز، وكاد ان يترشح مستشارا لرئيس الحكومة لشؤون الارهاب، غير ان عوامل داخلية لها علاقة بفضائحه وفساده حالت دون ذلك. هذا "البطل" البلطجي الاسرائيلي، الذي قررت الكنيست، الهيئة التشريعية "الاولى تخليد" ذكراه سنويا، ليس سوى فاسق وقاتل ومغتصب لمرؤوسيه من النساء وعميق الصلة بالعالم السفلي وساقط اخلاقيا بكل المعايير الانسانية. وحتى لا يتهمنا نتنياهو واركان حكومته بالتحريض، فإن المعلومات، التي سننشرها، استقيناها من التحقيق، الذي كشفه برنامج "عوفداه"، الذي بثته القناة الاسرائيلية الثانية يوم الخميس الماضي. الذي بدوره استقى معلوماته من مصادرها الاسرائيلية. ومن الفضائح، التي كشفها التحقيق، هي: اولا شهادة الوزير الاسبق، رافي إيتان، الذي اكد ان زئيفي أطلق الرصاص على شابين عربيين من النقب، فقتل احدهما وأصيب الثاني لمجرد انهما عرب ومن دون إخضاعهما للتحقيق والمحاكمة العادلة، حتى لو كان في اتهام لهما. ثانيا: عرض التحقيق شهادتي امرأتين خدمتا في قيادة المركز تحت إمرته، قالت الاولى "م"، انه حاول اغتصابها، في حين ان الثانية "د" التي كانت آنذاك في سن الـ18 عاما، اكدت انه اغتصبها في مكتبه. ثالثا: تحدثت امرأتان أخريان عن تعرضهما لاعتداء جنسي من جانب "غاندي"، حيث روت الاولى "ش" انه احتضنها خلافا لرغبتها، وحاول تقبيلها في قاعدة صرفند العسكرية "تسيريفين". أما الثانية فقالت ان زئيفي، وصل يوما إلى شقتها السكنية، وحاول اغتصابها بعد ان اسقطها ارضا، إلا انها تمكنت من مقاومته وابعاده. رابعا: تحدثت الممثلة رفكا ميخائيلي عن تعرضها للملاحقة الجنسية بالاضافة لتهديداته. وتقول حاول الاعتداء عليها جنسيا في حفلة كانت في بيت موشي دايان، مشيرة إلى انها، لم تخبر احداً بذلك. وتضيف انها علمت من زوجها، انه لم تتم المصادقة على تعيينه مستشارا لشؤون الارهاب لرئيس الحكومة بسبب تورطه في صفقة إسمنت. خامسا: أكد أحد مجرمي العالم السفلي، وزعيم عصابة "كيريم هيما تيم"، طوفيا أوشري، الذي كان صديقا لزئيفي، ان الاخير طلب منه معالجة أمر الصحافية سيلفي كيشيت، من صحيفة "يديعوت أحرونوت" في أعقاب ما نشر عنه. وبناء على طلب "بطل" إسرائيل القاتل، أرسل أوشري عددا من أفراد عصابته إلى منزل الصحافية، وقاموا بتفجير عبوة ناسفة أمام باب منزلها. سادسا: كما اشار أوشري إلى انه رافق زئيفي إلى بيت دعارة في نيويوك، وهناك سمعه يقول: إن دوره في الحياة يتلخص في الأكل وإشعال الحروب والجنس. سابعا: يقول طيار مروحية زئيفي في حينه، "دان حميتسر"، انه في إحدى المطاردات في الاغوار للفدائيين، طلب منه ان يحلق بالمروحية فوق ثلاث قرى فلسطينية بينما تتدلى من الطائرة بواسطة حبل جثة فدائي فلسطيني تم قتله. كل ما تقدم يدلل، على ان رحبعام زئيفي، هو النموذج للجيش "الاكثر أخلاقية" في العالم!؟ ومع ذلك أعضاء الائتلاف في الحكومة والكنيست، ما زالوا مع تخليد ذكراه، لانه عنوان لضحالتهم وعنصريتهم ووحشيتهم ودونيتهم الاخلاقية والسياسية والعسكرية. السؤال هل مستغرب على دولة استعمارية ومغرقة في العنصرية كاسرائيل أن تخلد ذكرى رجل من رجالات العالم السفلي، لاهم له سوى "الاكل وإشعال الحروب والجنس" ؟ وألا تستقيم عملية التكريم لمجرم حرب مع تركيبة الدولة الكولونيالية، القائمة على ركائز التزوير والتضليل والعنصرية ونفي الآخر؟ ثم ألا تكشف عملية التخليد للفاسق زئيفي والمبالغ المرصودة لذلك سنويا عن التداعي والانهيار الاخلاقي والقيمي، إن كان هناك اي قيم في دولة الاحتلال الاسرائيلية؟ مع ذلك على حكومة نتنياهو، إن شاءت التغطية على بعض عوراتها، اولا الاعلان عن إلغاء اي تخليد للقاتل زئيفي؛ وثانيا الافراج عن المناضلين، الذين اعتقلوا على خلفية قتل الوزير المجرم، لانهم خلصوا إسرائيل نفسها من مجرم ومغتصب ولص، رغم خلفيتهم الوطنية؛ ثالثا محاكمته على الجرائم، التي ارتكبها ضد النساء المغتصبات وعمليات التفجير والتهديد للصحفيات الاسرائيليات والقتل لابناء الشعب الفلسطيني والتمثيل بجثامينهم بعد موتهم. فهل تفعل؟