الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

الكلمة القاتلة - محمد علي طه

هل تقتل الكلمة مثلما تقتل الرّصاصة؟ ربّما.... في كتابه القيّم "رؤيا حكيم محزون - قراءات في شعر صلاح عبد الصّبور" (دار الصّدى – دبي آذار 2016) يروي النّاقد المصريّ د.جابر عصفور بأسلوب دراميّ شيّق ما حدث في ليلة 14 آب 1981 في شقّة الشّاعر أحمد عبد المعطي حجازي في مدينة القاهرة حيث دعا حجازي أصدقاءه الشّاعر صلاح عبد الصّبور وزوجته، والشاعر أمل دنقل وزوجته، ورسّام الكاريكاتير بهجت عثمان، والنّاقد جابر عصفور، للاحتفال بعيد ميلاد ابنته. وكان الشّاعر صلاح عبد الصّبور تعرّض في ذلك الصّيف إلى نقد شديد بسبب عدم استقالته من رئاسة هيئة الكتاب احتجاجَا على اشتراك إسرائيل في معرض الكتاب في القاهرة، لأنّه على ما يبدو آثر السّلامة على الصّدام المباشر مع السّلطة السّاداتيّة التي كانت مستعدّة للبطش بالمخالفين لها أو الخارجين عليها. وأمّا بهجت عثمان، نجم الحركة الشّيوعيّة المصريّة، فكان فنّانًا متميّزًا برسومه الكاريكاتوريّة اللاذغة السّاخرة من النّظام السّاداتيّ التي كان ينشرها في جريدة "الأهالي" التي أزعجت السّادات فاضطرّ إلى إغلاقها. بعد أن تناول الجميع الطّعام والشّراب اقترح حجازي على ضيوفه، بسبب حرارة الطّقس العاليّة، أن يجلسوا في البلكونة. ودار الحوار بينهم عن سياسة الانفتاح التي فتحت أبواب الفساد على مصاريعها، وهنا طلب الشّاعر أمل دنقل من حجازي أن يحضر جهاز تسجيل ولمّا أحضره وضع فيه شريطا لقصيدة "سوق العصر" للشّاعر عبد الرّحمن الأبنوديّ من ديوانه الجديد "المشروع والممنوع"، وبدأ الجميع ينصتون إلى الابنودي: هذا أوان الأَوَنطَه والفهلوة والشَّنطَه تعرف تقول: جود نايت وتفتح السّمسو نايت وتبتسم بالدّولار؟ تقفل بيبان الوطن وتقول بتفتحها؟ وترمي مفاتحها؟ وتبيع امّك وأبوك؟ كانت قصيدة الأبنودي تجسّد أحزان البسطاء والغضب المكتوم في نفوس المثّقفين وتصوّر تراجعهم عن مواقفهم ومواقعهم خلال العهد النّاصريّ وانحرافهم نتيجة غواية الدّولار. ووصل الأبنوديّ في إلقائه الجميل إلى: ما احناش في زمن الشّعب ما احناش جسد واحد ولا احناش لون، اخطف وفرّ بلا شعب بلا غيره إن كان هو يقرّ إحنا نقرّ وعقّب صلاح عبد الصّبور: صحيح شعب يستحق ما يجري له ما دام يسكت عن سارقيه وما دام لصوصه مطمئنّين إلى أنّه لا يمكن أن يقرّ أو يتمرّد. وقاطعه بهجت عثمان قائلا: وكيف يقرّ الشّعب ويتمرّد يا صلاح ومثقّفوه خانوه وباعوه؟ فسأله صلاح عمّا يقصده بالمثقّفين الذين باعوه؟ فردّ بهجت قائلا: أقصد أمثالك يا صلاح من الذين باعوا قضيّتهم بملاليم.  وتعكّر الجوّ. وردّ صلاح على هجوم صديقه ورفيقه سابقا، واحتقن وجهه. وثارت زوجة صلاح. واعتذر بهجت بجمل قصيرة وانسحب من السّهرة. وشعر صلاح عبد الصّبور بضيق في تنفّسه وأحسّ بصدره يطبق عليه.. ونقلوا صلاح عبد الصّبور إلى المستشفى. وتوفي في الليلة نفسها. فارق الحياة بعدما قتلته كلمة من صديق قديم.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024