الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس  

"فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس

الآن

الكلمة القاتلة - محمد علي طه

هل تقتل الكلمة مثلما تقتل الرّصاصة؟ ربّما.... في كتابه القيّم "رؤيا حكيم محزون - قراءات في شعر صلاح عبد الصّبور" (دار الصّدى – دبي آذار 2016) يروي النّاقد المصريّ د.جابر عصفور بأسلوب دراميّ شيّق ما حدث في ليلة 14 آب 1981 في شقّة الشّاعر أحمد عبد المعطي حجازي في مدينة القاهرة حيث دعا حجازي أصدقاءه الشّاعر صلاح عبد الصّبور وزوجته، والشاعر أمل دنقل وزوجته، ورسّام الكاريكاتير بهجت عثمان، والنّاقد جابر عصفور، للاحتفال بعيد ميلاد ابنته. وكان الشّاعر صلاح عبد الصّبور تعرّض في ذلك الصّيف إلى نقد شديد بسبب عدم استقالته من رئاسة هيئة الكتاب احتجاجَا على اشتراك إسرائيل في معرض الكتاب في القاهرة، لأنّه على ما يبدو آثر السّلامة على الصّدام المباشر مع السّلطة السّاداتيّة التي كانت مستعدّة للبطش بالمخالفين لها أو الخارجين عليها. وأمّا بهجت عثمان، نجم الحركة الشّيوعيّة المصريّة، فكان فنّانًا متميّزًا برسومه الكاريكاتوريّة اللاذغة السّاخرة من النّظام السّاداتيّ التي كان ينشرها في جريدة "الأهالي" التي أزعجت السّادات فاضطرّ إلى إغلاقها. بعد أن تناول الجميع الطّعام والشّراب اقترح حجازي على ضيوفه، بسبب حرارة الطّقس العاليّة، أن يجلسوا في البلكونة. ودار الحوار بينهم عن سياسة الانفتاح التي فتحت أبواب الفساد على مصاريعها، وهنا طلب الشّاعر أمل دنقل من حجازي أن يحضر جهاز تسجيل ولمّا أحضره وضع فيه شريطا لقصيدة "سوق العصر" للشّاعر عبد الرّحمن الأبنوديّ من ديوانه الجديد "المشروع والممنوع"، وبدأ الجميع ينصتون إلى الابنودي: هذا أوان الأَوَنطَه والفهلوة والشَّنطَه تعرف تقول: جود نايت وتفتح السّمسو نايت وتبتسم بالدّولار؟ تقفل بيبان الوطن وتقول بتفتحها؟ وترمي مفاتحها؟ وتبيع امّك وأبوك؟ كانت قصيدة الأبنودي تجسّد أحزان البسطاء والغضب المكتوم في نفوس المثّقفين وتصوّر تراجعهم عن مواقفهم ومواقعهم خلال العهد النّاصريّ وانحرافهم نتيجة غواية الدّولار. ووصل الأبنوديّ في إلقائه الجميل إلى: ما احناش في زمن الشّعب ما احناش جسد واحد ولا احناش لون، اخطف وفرّ بلا شعب بلا غيره إن كان هو يقرّ إحنا نقرّ وعقّب صلاح عبد الصّبور: صحيح شعب يستحق ما يجري له ما دام يسكت عن سارقيه وما دام لصوصه مطمئنّين إلى أنّه لا يمكن أن يقرّ أو يتمرّد. وقاطعه بهجت عثمان قائلا: وكيف يقرّ الشّعب ويتمرّد يا صلاح ومثقّفوه خانوه وباعوه؟ فسأله صلاح عمّا يقصده بالمثقّفين الذين باعوه؟ فردّ بهجت قائلا: أقصد أمثالك يا صلاح من الذين باعوا قضيّتهم بملاليم.  وتعكّر الجوّ. وردّ صلاح على هجوم صديقه ورفيقه سابقا، واحتقن وجهه. وثارت زوجة صلاح. واعتذر بهجت بجمل قصيرة وانسحب من السّهرة. وشعر صلاح عبد الصّبور بضيق في تنفّسه وأحسّ بصدره يطبق عليه.. ونقلوا صلاح عبد الصّبور إلى المستشفى. وتوفي في الليلة نفسها. فارق الحياة بعدما قتلته كلمة من صديق قديم.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025