على قائمة العار ....- عيسى قراقع*
بمناسبة يوم الاسير 17 نيسان ادعو الامين العام للأمم المتحدة ان يدرج اسرائيل كسلطة قائمة بالاحتلال على قائمة العار العالمية، بسبب انتهاكاتها الخطيرة لحقوق الانسان الفلسطيني وممارسة الجريمة المنظمة بحق الاسرى والاسيرات القابعين في السجون.
ان دولة تتضخم عسكريا ونوويا، وتتحول الى دولة سجون وجلادين، وتزج مليون فلسطيني في معسكراتها وسجونها منذ عام 1967، وتمارس الاعتقال التعسفي كعقاب جماعي ودون تمييز وبلا محاكمات عادلة، وتتصرف كدولة فوق القانون الدولي والقيم والعدالة الانسانية، يتوجب ان توضع على قائمة العار في المنظومة القيمية والاخلاقية العالمية.
على قائمة العار لدولة عضو في الامم المتحدة، لا تلتزم بميثاق الامم المتحدة ولا بقراراتها، وتمنع مقرروا الامم المتحدة من دخول الاراضي المحتلة، والقيام بمهامهم بالتحقيق في انتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان الفلسطيني، دولة تستحق ان تشطب عضويتها من الامم المتحدة وتطرد فورا.
على قائمة العار لدولة تحتجز الاسرى الأحياء منذ 35 عاما ، وتحتجز الشهداء في مقابرها العسكرية وثلاجاتها الباردة، تخاف من الحياة وما بعد الحياة، وتخاف من الموت وما بعد الموت، دولة مصابة بالفزع ، تكره نفسها والآخرين.
على قائمة العار لدولة يقوم جنودها بإعدام الفلسطينيين بشكل ميداني وتعسفي ولمجرد الاشتباه ، ويتحول القتلة الى ابطال تفتخر بهم حكومة اسرائيل، وقد اصبح سلاحها متسخ وليس بطاهر كما تدعي دائما ، يحظى المجرمون بحصانة وحماية وباحتفالات وسط الدم.
على قائمة العار لدولة تعتقل اطفالا صغارا ، تعذبهم وتزرع الرعب والكوابيس والصدمات في صدورهم، تمارس التنكيل الوحشي ضربا وقهرا بحقهم، تدمر احلامهم ومستقبلهم ، تحشرهم في الزنازين مشبوحين ومقيدين ومهانين، لا مدرسة ولا كتاب، لا حديقة ولا العاب، لم يسمعوا صرخة الطفلة ديما الواوي ولا آلام الطفل احمد مناصرة.
على قائمة العار لدولة أغلقت الحياة بأبواب من حديد وفولاذ، يقودها الخطاب العنيف التحريضي وشعار العنصرية ، مصابة بالهلع، لم تعد سوى مشهد عسكري، تنطوي كما قال الصحفي جدعون ليفي بين اسلاك شائكة واسوار كما لو انها تقول ليذهب العالم كله الى الجحيم.
على قائمة العار لدولة خائفة تحشر نفسها بين الاسوار والجدران، تعتقل الناس لمجرد الاشتباه والتضامن على مواقع التواصل الاجتماعي ، تتحول الى دولة دينية استيطانية متعصبة، تجند القناصة لاستباحة دماء الفلسطينيين.
على قائمة العار لدولة تحاول إخفاء الشعب الفلسطيني إما في السجون او في الموت او خلف جدار الفصل العنصري، معتقدة انها ستحول احتلالها الى احتلال غير مرئي، احتلال ابدي، لتتفاجأ بجيل من الفتية يتمرد في وجهها يكشفها ولا ينحني.
على قائمة العار لدولة تشن الحرب على السلام ، وتجد في السلام تهديدا لاساطيرها وخرافاتها المسلحة، تهاجم الصلاة والشجرة والمدرسة، يتحالف فيها السياسيون والجنود والقضاة ضد طفل صغير يقاد معصوبا الى قاعة المحكمة.
على قائمة العار لدولة تحول برلمانها الى ورشة عمل لسن قوانين عنصرية وتعسفية بحق الاسرى، ولتصبح الجرائم الاسرائيلية مشرعة بقوانين وتستهدف المساس بقيم حقوق الانسان ، يقف على رأس محكمتها العليا مستوطن يرتدي قبعة ويحمل مسدسا.
على قائمة العار لدولة تمارس الاعتقال الاداري كسياسة دائمة ومستمرة، تعذيب نفسي بحق الاسرى وعائلاتهم، مسرحية تجري في محاكمها الصورية، متسلحة بهوس الامن وبقانون التغذية القسرية.
على قائمة العار لدولة تحتاج الى علاج في مشفى، دولة مجنونة ومريضة ، لا مجتمع مدني فيها، العسكر والمتطرفون والمستوطنون يحكمون سيرورتها ويقفون حراسا على بواباتها ومستقبلها، ويدعون بعد كل ذلك انهم مجتمع ديمقراطي ، غير آبهين بما يقوله العالم عن النازيين الجدد الذين يقومون بالقتل وحرق المساجد والكنائس وكتابات الكراهية.
على قائمة العار لدولة لا ترى جيلا فلسطينيا يسعى للانعتاق من الاحتلال، جيل مختلف، مستنفر ومستقيم القامة، يحمل في إحدى يديه حجرا وفي الاخرى وردة، يمضى الى القدس يوزع اعضاءه والاغنية.
على قائمة العار ضعوها
لقد فاضت النار وفاضت الجثث
فاضت الخوذات والمدرعات والسجون
فبأي آلاء ربكما تكذبون
*رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين