شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

حسابات نتنياهو الساذجة - عمر حلمي الغول

قبيل زيارة نتنياهو لموسكو يوم الخميس المقبل، ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقدت الحكومة الاسرائيلية جلستها الاسبوعية في الجولان السورية المحتلة، وهي المرة الاولى منذ احتلالها في الرابع من حزيران عام 1967. ولم يكتف رئيس الوزراء الاسرائيلي بارتكاب جريمة عقد جلسة حكومته في الجولان العربية، بل صرح بشكل فج، قائلا: سنبقى في الجولان للأبد. ولن ننسحب منها ابدا!؟". العدوان الاسرائيلي الجديد على الجولان، لم يأت بالصدفة، او نوعا من الترف والفذلكة السياسية، انما هو عدوان يرتكب عن سابق تصميم وإصرار من قبل نتنياهو وائتلافه الحاكم اليميني المتطرف، الذي لا يؤمن بالسلام، ولا يعمل من اجله، لا بل يعمل على وأده وتصفيته بشكل كامل، وخير دليل، تصريح زعيم الليكود بشكل سافر ووقح، ان الجولان ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية للابد. اضف إلى ان الاعلان عن موقفه الصلف يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، ومع ما أقرته الحكومات الاسرائيلية السابقة بما في ذلك حكومات نتنياهو، التي اجرت مباحثات مع الرئيسين الاسد الاب والابن بشكل غير مباشر لبلوغ تسوية سياسية تقوم على الانسحاب الاسرائيلي من الجولان مقابل تطبيع العلاقات بين البلدين (سوريا وإسرائيل) لكن دولة الاحتلال افشلت تلك المحادثات. غير ان إسرائيل تحاول إستثمار الواقع السياسي المعقد والصعب، الذي تعيشه سوريا الشعب والدولة منذ خمسة اعوام خلت لتفرض الوقائع على الارض. لكن السؤال لماذا الآن؟ لماذا لم تعلن عن ذلك خلال المرحلة السابقة، لا سيما وان الحالة السياسية في سوريا، كانت تشير إلى اقتراب تقسيمها، وكادت الدولة تتلاشى؟ ماذا كانت تنتظر؟ وما هي المعايير التي جعلت حكومة نتنياهو تقدم على ارتكاب الجريمة الجديدة؟ وهل ستنجح الخطة الاسرائيلية في ضم الجولان السورية العربية؟ وهل سيكون هناك موقف عربي رافض للخطوة الاسرائيلية ام الصمت عليها؟ وما هو موقف الاقطاب الدولية والامم المتحدة من العدوان الاسرائيلي الجديد؟ الرد الموضوعي والواقعي على ما تقدم من اسئلة، يتمثل في: اولا الاعلان الاسرائيلي الآن ناجم عن التحول، الذي شهدته الساحة السورية بعد الثلاثين من ايلول الماضي، حيث تعززت قوة النظام السوري في مواجهة خصومه من كل اطياف المعارضة بفضل التدخل الروسي؛ ثانيا سقوط خيار التقسيم، حتى وان برز خيار "الفيدرالية"، وبدأت تتداوله الاطراف الدولية والاقليمية وبعض قوى المعارضة؛ ثالثا شعور القيادة الاسرائيلية، ان الوقت الراهن في ظل الحوارات الجارية بين النظام والمعارضة في جنيف، انها شريكة في الغنائم من التركة السورية، وبالتالي من حقها الحصول على حصتها من سوريا. بعد ان رأت ان خيار انهيار الدولة تلاشى، وسبب عدم تعجلها الاعلان سابقا، يعود لاعتقادها، ان الامور ستأتيها على طبق من فضة دون اي ضجيج؛ رابعا إطمئنانها ان حلفاءها في المعارضة السورية، لن يعارضوا جريمتها الجديدة. اضف إلى انها لم تعد تشعر ان اهل النظام السياسي العربي، سيكون لهم موقف سلبي من الاعلان ؛ خامسا لاعتقادها ان نظام بشار الاسد او اي نظام سيأتي لاحقا، لن يكون قادرا على التصدي للقرار الاسرائيلي قبل عقدين على الاقل في حال تعافي النظام؛ سادسا اراد نتنياهو إيصال رسالة لبوتين عشية زيارته ولقائه في موسكو، وابلاغه بان لاسرائيل حصتها من اراضي الدولة السورية، وهي تكتفي بالجولان إذا شاء الروس موافقة الائتلاف الاسرائيلي الحاكم على الحل السياسي في سوريا؛ سابعا في ظل الواقع البائس عالميا وخلط الاوراق في الخارطة الاقليمية والدولية، وبحكم اعتمادها على التساوق الاميركي، لم يخش نتنياهو من الاعلان عن قراره السياسي بالسيطرة الكلية على الجولان السورية العربية؛ ثامنا يجزم المرء، رغم بؤس الواقع السوري والعربي والاقليمي والدولي، فإن الجريمة الاسرائيلية لن تمر، ولن يسلم الشعب العربي السوري ولا الجماهير العربية وقواها القومية بتمرير خيار الاستعمار الجديد، ويخطئ نتنياهو كثيرا إذا اعتقد ان الحال البائس للعالم العربي سيمرر خطوته العدوانية في الجولان. لذا ستبقى الجولان عربية وسورية، وستغرب شمس إسرائيل عنها في زمن ليس بالبعيد.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024