شهر الشهداء - حافظ البرغوثي
رحل القائد عثمان ابو غربية "ابو عبد الله" في شهر نيسان شهر شهداء اللجنة المركزية الاربعة الكمالين ناصر وعدوان وابو يوسف النجار وابو جهاد وشهر الاسرى الذين احيينا يومهم قبل ايام ومعهم عضو مركزية فتح ابو القسام. وكأنما شاء القدر ان يلتحق ابو عبد الله برفاقه في شهرهم لينضم اليهم في العلا. عرفناه محللا هادئا يعرف كيف يختار كلماته وينظم افكاره كأنه محاضر جامعي لبق.. وكان حسن المعشر لطيف المجلس لا يرهقه العمل المستمر وان خانه قلبه منذ سنوات لكنه ظل على العهد مناضلا مثابرا صابرا. عرفته كاتبا فذا في اطروحاته ومقالاته في التوجيه السياسي حيث كان يستعين بصفحة في "الحياة الجديدة" للتوجيه السياسي ثم اصدر نشرة خاصة كنا نطبعها له. كان اديبا ملتزما ايضا له شعره الجميل وادواته الادبية المنتقاة, ثائر متكامل لا يكل في مشواره النضالي. سألته قبل شهور هل ستخوض انتخابات المؤتمر السابع ان عقد فقال بهدوء نعم بنسبة تسعة وتسعين بالمئة، ربما استبقى الواحد بالمئة لاحتمالات القلب الضعيف.. واذ بالقلب له احتمالات التسعة والتسعين بالمئة. رحم الله ابا عبد الله الذي حافظ على وجهه الطفولي البريء حتى في شيخوخته.. وحافظ على ألقه الثوري حتى في مرضه. وحافظ على مكانته في قلوب محبيه.