شكرا لمحمود الزهار - حسن سليم
ليس أكثر قبحاً ولا هبوطا في السياسة، مما صرح به القيادي في حركة حماس محمود الزهار للصحيفة البلجيكية "demorgen" بأن "حماس لا تمانع من أن تُشرف إسرائيل على الميناء – الذي يجري التفاوض سرا بشأنه - ولكن دون تدخل سلطة محمود عباس".
تصريح يسيء لحركة حماس، قبل أن يسيء لخصومها السياسيين، ويضع موقفها في دائرة الاستفهام، لما يحمل من خطورة، وما يكشف عن نوايا، ابرزها نزعة الانفصال، لتحقيق حلم الحركة باقامة امارتها في غزة، حتى لو كانت فوق الركام، وحدودها تحت الرقابة الاسرائيلية.
موقف الزهار وتصريحاته الاخيرة، ليست بالجديدة عليه، ولا ينبغي اظهار الدهشة والمفاجأة تجاهها، فهي لم تتوقف يوما، بل هي الساعية دوما للمساس بكل ما يشكل من رمزية وهوية لشعبنا، رغبة منه بإحداث التشظي وتعزيز الانقسام في الجبهة الداخلية، الذي يتطلع كل فلسطيني حريص لطي صفحته، واستعادة اللحمة الوطنية، او على الاقل التوافق ولو بالحدود الدنيا، بما يوقف تقدم اسرائيل نحو انهاء حلم الدولة الفلسطينية.
وحتى لا يتم الدخول في حالة جدل داخلي، واطالة أمد الاستغراق في مطالبة قيادة حركة حماس بتوضيح الموقف والاعتذار عن تصريحات الزهار، فان الواقع يقول: إن محمود الزهار ليس عابر سبيل في حركة حماس، كما هو ليس طارئا عليها، بل هو احد اهم مفاصلها، وذراع السلطة والنفوذ في الحركة، ويمثل قطاعا واسعا فيها، ولهذا لا يجب ان تكون المطالبة لقيادة الحركة بتوضيح تصريحاته او استنكارها، بل المطلوب التعامل معها بجدية، كموقف تجرأ على النطق به، احد قادة الحركة، وهذا ما يستوجب شكره على جرأته، واماطته اللثام عن وجه حركته، لانها الحقيقة.