شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

ربيحة ذياب - عيسى عبد الحفيظ

غيب الموت البارحة السيدة ربيحة ذياب المناضلة المخضرمة، التي كانت نزيلة معتقلات الاحتلال منذ شبابها المبكر، هذه السيدة السمراء النحيلة العنيدة في وجه الاحتلال البغيض، خاضت تجربتها معه في أواخر الستينيات مباشرة بعد احتلال القسم المتبقي من فلسطين التاريخية. لم يثنها ذلك عن متابعة النضال، فاعتقلت مرة أخرى عام 1976 لثلاث سنوات، وأيضاً لم يستطع الاحتلال ثنيها عن طريق النضال، فتم اعتقالها للمرة الثالثة عام 1981 وحكمت خمس سنوات قضت منها أربع سنوات وبعدها حكم عليها مرتين بالاقامة الجبرية. مثال في التواضع وقريبة من هموم الناس، بل كانت على تماس دائم مع كل من يشتكي، فتهرع للمساعدة ما استطاعت. زرتها مرة واحدة وهي على رأس وزارة شؤون المرأة، وكانت القضية تتعلق بالسيدة أم محمود من سكان القطاع، وبعد شرح حالتها للأخت أم وعد – رحمها الله- طلبت رقم هاتفها واتصلت بها أمامي مرسلة اليه التحيات من الشطر الآخر من الوطن وأخذت على الهاتف كل التفاصيل واعدة ببذل كل جهد للمساعدة، وعند خروجي من مكتبها أصرت على مرافقتي الى باب المصعد. يقال ان لا مشكلة مع المناضلين ولا مع المناضلات، فهم من يسكنون ذاكرتنا الوطنية والشخصية.  ذهب عمرها القصير بين المعتقلات وساحات النضال وتربية الاولاد والمساهمة بأكثر من طاقتها بكل عمل وطني. دأبت على نشر الوعي لدى النساء الرئيسيات في المؤسسة، فكانت تعقد الدورة تلو الأخرى لرفع الوعي، وتثبيت المبادئ الوطنية، وتبيان دور المرأة الفلسطينية حارسة نارنا المقدسة. لم يمنعها الاعتقال من اتمام التعليم، ولا من التقاعس عن أداء واجب الزوجة والأم والمناضلة، فقد كانت ترى أن هذه الامور مجتمعة تصب في اتجاه واحد هو التحرر من ربقة الاحتلال. أسرة مناضلة وقرية معطاءة وهبت خيرة شبابها للوطن أذكر منهم الشهيد لبيب (هواري) مسؤول الأمن الخاص في حركة فتح، أنشأت فقيدة الوطن وحركة فتح وحركة التحرير الفلسطيني والعربي جيلاً من البنين والبنات سواء خاصتها أو في قرى رام الله الكثيرة ملتزماً بالقضية، وكم كنت سعيداً حين طلبت مني مرة أن أساهم في محاضرة حول حركة فتح في مقرها، وعندما دخلت الى القاعة كانت نساء تجاوزت الخمسين والستين يجلسن بثيابهن المزركشة مع صبايا فلسطين اليافعات. ذهبت أم وعد هكذا فجأة وكعادة الموت الذي لا يستأذن احداً، ولكن ذكراها ستبقى حية في قلوب كل من عرفوها ولمسوا ذلك التواضع الثوري، وذلك الاحساس الوطني الذي دفعت من اجله أم وعد سنيناً من عمرها القصير. قاتلت في سبيل حقوق المرأة، لكنها حافظت على دورها في تربية النشأ وغرس الروح الوطنية في الأجيال، لم يكن لها هدف آخر سوى توحيد جهود الرجل مع جهود المرأة من اجل الوطن من أجل فلسطين. عاشت من اجل القضية، وبقيت وفية لمبادئها حتى فارقتنا هكذا فجأة في هذه المرحلة الصعبة والحساسة والتي نحن أحوج ما فيها الى امثال  المناضلة الراحلة أم وعد ربيحة ذياب. لعائلتها ولأولادها ولكل المناضلين والمناضلات أقول تغمدها الله بواسع رحمته وأسبغ عليها الغفران ولأهلها ولحركة فتح ولكل من عرفها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024