مؤتمر السلام الموعود - حافظ البرغوثي
بدأت فرنسا في توجيه رقاع الدعوة للمؤتمر الدولي لقمة السلام الذي تنظمه باريس في نهاية الشهر المقبل بهدف بحث سبل تطبيق حل الدولتين وكسر الجمود في عملية السلام ومحاولة حشد تدخل دولي أكبر في عملية السلام. ولعل هذا الجهد الفرنسي يأتي بعد مناقشات طويلة بين الرئيس محمود عباس ونظيره الفرنسي لأن فرنسا أكثر الدول اقتناعا بأن الاحتكار الأميركي لعملية السلام كراعية لها أثبت عدم جدواه وفشله في دفع هذه العملية الى الامام على مدى العقود الأربعة الماضية وأكثر، وكانت اسرائيل هي من تصر على ابقاء عملية السلام حكراً على الادارات الاميركية المتعاقبة بسبب قدرتها على التأثير على السياسة الاميركية وتحييدها في النهاية حتى يبقى الوضع على ما هو عليه بلا حل. وقد تبين أن واشنطن غير راغبة وغير قادرة معاً في التأثير على اسرائيل بل ما زالت تبذل جهوداً لعرقلة المساعي الاوروبية خدمة لسياسة التطرف والاستيطان، ولهذا باتت الحاجة ملحة لاقحام المجتمع الدولي في حل القضية الفلسطينية على غرار الدور الدولي الايجابي في أزمة الملف النووي الايراني وفي الأزمة السورية ثم اليمنية ثم الليبية. فكيف ينجح المجتمع الدولي بمشاركة أميركية في ايجاد حلول للأزمات ويصاب بالشلل أمام القضية الفلسطينية فإذا كانت واشنطن تعتبر اسرائيل فوق القانون الدولي فإن المجتمع الدولي لا يعتبرها كذلك، ولهذا فإن مؤتمر باريس الذي يحظى بدعم دول كبرى مثل روسيا والصين ودول اوروبية أخرى هو البداية لانزال سياسة الاحتلال والاستيطان من عليائها المدعومة أميركياً. فالسلام بات مطلباً دولياً شاملاً ومن لا يؤيده هو من يؤيد التمييز العنصري والظلم والقرارات الدولية.