مواسم ومهرجانات.. عزت دراغمة
مع بدء مواسم المهرجانات المختلفة سواء ما يتعلق منها بالثقافة والتراث والفكر الإنساني للشعب الفلسطيني كلوحة مشرقة تحكي تاريخه الخالد وحاضره ومستقبله، أو تلك المتعلقة بمنتج الأرض التي تتحدث عن عمق العلاقة والترابط العضوي بين أجساد من ضمهم ترابها وأقاموا فيها وعمروها وسقوها من مداد الصمود والألم عبر مر العصور والأزمنة، أو يؤكد الحضارة والرقي والتطور ويعكس حالة التشبث بنهضة صناعية لا تقل عن باقي الشعوب والأمم، لا بد من إجراء نقاشات ومشاورات وتقييم بين ذوي الشأن والقائمين أو الممولين والرعاة لمثل هذه المهرجانات، حتى تكون المخرجات والنتائج المتوخاة والمتوقعة قريبة إلى حد كبير من الأهداف والغايات التي دفعت لإقامتها. إن أولى الأولويات لانطلاق أي من المهرجانات الإنتاجية والخضرية تستدعي التنسيق أو على الأقل التواصل بين القائمين عليها، حتى لا تتداخل مواعيدها وبرامجها ولا يشكل تكرار فعالياتها عنصر إحباط وفشل، ولهذا فان السؤال الذي يطرح: لماذا لا تكون هنالك هيئة تنسيقية مشتركة من مختلف المحافظات التي دأبت أو تنوي أن تطلق مهرجانات معينة أو متشابهة ؟ وهنا رب قائل يقول إن كل محافظة أو منطقة ما تقيم مهرجانها الخاص بالتنسيق مع هيئة من داخل المحافظة، حتى يرد اقتراح له من الفائدة والزيادة ما للمهرجان من أهداف ألا وهو، إن مشاركة أبناء المحافظات الأخرى في المهرجانات المختلفة يشكل سياحة داخلية ويوثق عرى التعارف والتعاون وربما ما هو ابعد وأكثر من ذلك، ما سينعكس إيجابا في كل الأحوال على المشاركين بمنتجاتهم ويسجل نجاحا اشمل وأوسع، يدفع بالشركات السياحية لاستقدام وفود السياحة الخارجية لحضور هذه المهرجانات والتسوق منها. أما المتعلق بالمهرجانات الثقافية والتراثية والفكرية وان كانت الجهات التي تقيمها او تشرف على تمويلها جهات رسمية وأهلية، فان الحديث يطول عن مضامينها وبرامجها وفعالياتها والفئات المستهدفة من إقامتها، كما وان كان إطلاقها يستدعي عنصر التنسيق والمشاركة بين الوزارات ذات الصلة أو المتداخلة في عملها وخططها، فان العامل المشترك بين كل المهرجانات يتطلب الحشد للفئات المستهدفة وليس الاقتصار على من لا علاقة لهم بفعالياتها الذين دائما ما يبحثون عن مكان لصورة لهم أو اسم في وسائل الإعلام دونما أي فائدة من مشاركتهم اللهم سوى ملء فراغ، وبالتالي فان المهم لا بل الأهم هو التجديد وتحفيز الإبداعات ورعايتها وليس التكريس لمشاركات وفعاليات متكررة، لان مثل هذا الأمر يصدر الحكم بالفشل على أي مهرجان كان ومن الأوجه والمناحي كافة ويبعث بسؤال مفاده: الم يخلق مبدعون ومشاركون جدد.. ولماذا يتم تهميشهم بدلا من رعايتهم وتحفيزهم وتقديم الدعم لهم ؟!