المصالحة والمصلحة - حافظ البرغوثي
وضعت مصر حركة حماس تحت الاختبار لمعرفة مدى صدقها في حماية حدود غزة من عبث العناصر الارهابية التي تحاول استخدام غزة كقاعدة انطلاق للارهاب ضد مصر في سيناء، وكانت مصر التي تخوض حربا ضد جماعات ارهابية طلبت من حركة حماس اثبات حسن سلوكها تجاه مصر وفك ارتباطها مع جماعة الاخوان المسلمين وبالفعل سارعت حركة حماس الى نشر عناصرها على الحدود مع مصر لمراقبتها ولعل مصر طلبت ايضا الكف عن سياسة حفر الانفاق لأنها قناة الارهاب الذي يؤذي مصر. وفي موازاة ذلك تنتظر حركة فتح من حماس ضمانات واشارات ايجابية لانجاح الجولة المقبلة من حوار المصالحة، اذ ان تفسيرات حماس الأحادية لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة تخرج عن نص وروح بعض البنود ما يعرقل سرعة التوصل الى نقطة الحسم والتنفيذ، اذ ان حركة حماس يجب ان تقتنع بحقيقة ان تهربها من مسؤولية بعض ما حدث في مصر لم يقنع المصريين فان لم تشارك فهي كانت تعلم، لذلك طلبوا اثبات حسن النية اولا .. وكذلك المصالحة فان المصالحة لا تحتاج الى مزيد من النقاشات لأن بنودها واضحة وتم اشباعها نقاشا وتحليلا وحانت ساعة التنفيذ ولا يجوز اضافة تفسيرات واستدراكات كالتي اعتدنا عليها منذ بداية الحوار حول المصالحة قبل سبع سنوات على الاقل مطلوب منا جميعا انجاح تنفيذ المصالحة لأنها مصلحة وطنية عليا لشعبنا الصابر والمرابط في غزة ولأنها رافعة اساسية لقضيتنا وجهودنا لدفع اذى الاحتلال وعدوانه على المقدسات والارض، فنحن الآن نجحنا بدعم فرنسي جاد في تحقيق فكرة المؤتمر الدولي لبحث قضيتنا الوطنية بمشاركة دولية .. وعلينا تقع مسؤولية رص الصفوف حتى لا يقول الاحتلال وداعمه اي الولايات المتحدة ان السلطة الوطنية لا تمثل كل الفلسطينيين في غياب غزة .. لأن لا تمثيل سوى لمنظمة التحرير والسلطة المنبثقة عنها .. وشعبنا في غزة لم يؤيد الانقسام مطلقا بل هو من يقاسي عذابات الحصار والانقسام.