احترام أصحاب المهن - حافظ البرغوثي
سمعت أن أقارب احدى المريضات التي توفيت أثناء عملية جراحية هاجموا المستشفى غضبا.. فالغضب امر مشروع خاصة في حالة الوفاة، لكن توجيه الغضب الى المشفى والعاملين فيه هو خروج عن المألوف في بلاد اخرى مع انه سائد عندنا وكأن الطبيب عميل لملاك الموت يتقاضى منه عمولة وفاة. فالأصل انه طالما ارسلنا مريضنا الى المستشفى فان لدينا ايمانا بكفاءة الطاقم الطبي ولا يجوز التشكيك فيها مثلما نفعل في كثير من الاحيان. صحيح هناك حالات اهمال لكنه غير متعمد وهناك اخطاء ربما عن جهل او عدم انتباه او خطأ في التشخيص لكن المؤكد ان الطبيب لا يتعمد الخطأ او الاهمال. وقد نوقشت مسألة الاخطاء الطبية مرارا، لكن ظلت هناك قضية من يحدد الخطأ من عدمه. وصل لدينا كونسولتو طبي متمكن، وهل تقبل شهادته وهل وهل...الخ؟ من التساؤلات التي تحتاج الى دراسة ونقاش. فلا اظن ان طبيبا متخصصا في الزائدة يجري عملية قلب مفتوح او طبيب قلب يفتي في المفاصل. لكن الموت وارد لدى كل مريض ووارد اثناء العمليات وليس هناك نجاح مئة بالمئة حتى في اكثر الدول تطورا. فالموت ليس بيد الطبيب واعتقد ان التوعية الاعلامية للمواطنين بخصوص هذا الامر وعقد ندوات وتوجيهات متلفزة حول ظاهرة الاعتداء على الطواقم الطبية كانت ضرورية لاننا ان لم نحترم الطبيب ولا القاضي ولا الشرطي ولا المعلم فالافضل ان نهدم بيوتنا فوق رؤوسنا ونرحل لان الاوطان لا تبنى بالبلطجة.