لا افق في الأفق - حافظ البرغوثي
انتكست الأوضاع مجددا في الأزمات العربية المتحدة من ليبيا حتى العراق، فالحل الليبي يتعثر مجددا وحمام الدم مستمر، وفي سوريا اشتعلت جبهة حلب لأن حسمها بات ضروريا لإبعاد المعارضة عن التواصل مع تركيا والامداد منها وتوسيع المنطقة الممتدة من ساحل اللاذقية الى حلب. وفي العراق ازمة العبادي تتعقد مع زحف انصار الميليشيات الى المنطقة الخضراء ومجلس النواب واستمرار العمليات في بغداد والانبار والموصل. وفي الكويت تتعقد المفاوضات بين اطراف الازمة اليمنية، فلا أفق في الأفق حتى الان. الخطيئة الكبرى ان من خططوا للإطاحة بأنظمة دكتاتورية مثلا لم يطرحوا بدائل، فالعراق تم تفريغه من مؤسساته وحل جيشه وشرطته لتسهيل افتراس العملاء للاحتلال له وتمت تربية ميليشيات ككلاب متوحشة لدعم الاحتلال الاميركي وهي التي افرزت "داعش" كرد فعل على ممارسات الاحتلال واعوانه. وفي سوريا حشد الجميع مرتزقة ومماليك وزعران وقوى اقليمية ودولية للاجهاز على الثورة السورية التي نشأت في سورية ثم جرى استقطاب المعارضين لحساب اطراف دولية واقليمية لم تفلح في اسقاط النظام حتى الان، وها هي الهدنة تتهاوى مجددا لأن لا نوايا لوقف المذبحة الكبرى في بلاد الشام كما في لا بلاد بين النهرين ولا في بلاد سد مأرب. وفي ليبيا اعترف الرئيس اوباما بانهم لم يستعدوا لمرحلة ما بعد القذافي كما اعترفت ادارة بوش بانها اخطأت في تدمير مؤسسات العراق بعد احتلاله ليبقى في الفوضى حتى الآن. فمن دبروا للثورات لم يعدوا بدائل للانظمة بل ربما كان هدفهم الفوضى لا غير وليس اقامة نظم ديمقراطية بديلة بل دكتاتوريات من الاحزاب والميليشيات الكريهة التي لاتقل وحشية عن الانظمة البائدة. لذا فإن من يتوقع نهاية عاجلة للكارثة العربية فهو متفائل او واهم لأن ليس هناك مصلحة للقوى الداعمة للفوضى في التهدئة والحلول.