شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

المثقف ودوره الرسالي - محمد علي طه

طرح عدد من الكتاب والمفكرين البارزين، عربا وأجانبا، قبل عقود، مفهوم المثقف ورسالته ودوره في الحياة والمجتمع، وما زال عدد من المبدعين يتناول هذا الموضوع حتى أيامنا هذه، ولا أشك بأنهم سيتناولونه في سنوات قادمة من وجهات نظر مختلفة متعددة قد تنمو وتبرز في ظروف جديدة وأفكار عصرية. عالج الكاتب طه حسين هذا الموضوع بأسلوبه الساحر وفكره النير في مقالته الجميلة "ثقافة ومثقفون" كما كتب الكاتب إسحاق موسى الحسيني مقالة بعنوان "من هو المثقف" وولج الموضوع نفسه أدباء لامعون مثل سلامة موسى ومحمود أمين العالم وحسين مروة وآخرون، كما قرأنا مقالات عميقة للمفكر والكاتب الفرنسي جان بول سارتر، (رفض بإباء جائزة نوبل للآداب 1964)، طرح فيها نظرية المثقف الملتزم، التي أثارت أصداء فكرية واسعة في العالمين الأدبي والفكري في منتصف القرن الماضي. في كتابه "دفاعا عن ادوارد سعيد" يخصص الكاتب والناقد الفلسطيني فخري صالح فصلا عن "مفهوم المثقف ودوره الرسالي" معتمدا على ما كتبه الناقد والمفكر الفلسطيني (الأميركي) ادوارد سعيد في "صور المثقف" أو "المثقف والسلطة" وعلى سيرة حياة سعيد الغنية العريضة أيضا، طارحا السؤال الكبير عن وظيفة المثقف وموقفه مما يدور حوله مبينا لنا أن ادوارد سعيد رفض أن يتقوقع في بيئته الأكاديمية كأستاذ مرموق للأدب الانجليزي في جامعة كولومبيا الأميركية، وفضل رغم ما قد يكلفه ذلك على صعيد المكانة الأكاديمية والسلامة الجسدية أن يكون منافحا عن القضية الفلسطينية، في قلعة الغرب المعادية لحقوق الفلسطينيين، ومشددا على وظيفة المثقف في عالمنا وانخراطه في الدفاع عن المظلومين وعن الذين لا صوت لهم ولا حول ولا قوة لأن المثقف يحمل رسالة يؤديها للمجتمع. لا يستطيع المثقف الحقيقي أن يصمت، حتى لو ادعى بأن السكوت من ذهب أو ماس لأن هذا الذهب لن يكون خالصا، وعلى الغالب قد يكون مزيفا. على المثقف أن يكون شجاعا يقول الحقيقة للسلطة ويطرح على الناس الأسئلة المربكة المعقدة وأن يواجه الأفكار التقليدية والعقائدية الجامدة.  المثقف الفعال لا تستطيع الحكومات أو الشركات أو المؤسسات المالية التعاون معه بل عليه أن يكون مستقلا يثير القضايا التي خُبِئَت تحت السجادة. وينتقد ادوارد سعيد فئة واسعة من المثقفين عندما "يحذر من وحش التخصص والاحتراف والتكسب من المهنة" الذي يتهدد المثقفين في العالم المعاصر. هناك عدد من المثقفين في عالمنا يؤثرون السلامة والحياة الناعمة وشرب النبيذ وتناول الأجبان الأوروبية، وينزفون أعمارهم بين الكتب الصفراء والأوراق وناقة طرفة وذنب الفرزدق وعالم ابن تيمية ومقولات الغزالي وأخبار هيرودوتس... وشاشة الحاسوب ولا يرون ما يجري وراء شبابيك مكاتبهم المكيفة، ولا يسمعون أنين الجياع والمرضى والمشردين، وأغاني الثوار وأسرى الحرية، وزغاريد الجراح.  لا يسمعون ولا يرون ولا يشمون ولا ينطقون...!! هناك مثقف وهناك مثقف!!!!!   

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024