اشتر زمناً في القدس - حافظ البرغوثي
افتتح رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله امس معرض فلسطين الدولي للكتاب في دورته العاشرة، ولعل المعرض منذ الوهلة الاولى اتخذ شكلاً مغايراً للمعارض السابقة من حيث التوزيع والديكورات، وكذلك من حيث الحشد من الحضور الكثيف والمشاركات العربية الشقيقة، فالمعرض امتاز بلمسات جمالية ثقافية جديرة بالثناء اهمها ملحق السجن والزنازين في قبو المبنى السفلي وهو إضافة للمعرض تؤسطر الواقع وروته الفنانة ميساء الخطيب واكملت الرواية زوجة الاسير المخضرم نائل البرغوثي التي كانت اسيرة ايضا وهذا السجن ينعش ذاكرة اغلبية الشعب الفلسطيني اذ ان قرابة مليون فلسطيني تعرضوا للاعتقال والسجن منذ سنة 1967. كما ان اختيار دولة الكويت ضيف شرف على المعرض جاء ليعكس تاريخا طويلا حلت فيه فلسطين مرحبا بها في كثير من الأنشطة والمجالات على ارض الكويت، فالحضور الكويتي في معرض سابق كان صغيراً لكن الجناح الكويتي انذاك هو الوحيد الذي فرغت رفوفه من الكتب لأنه وزعها مجاناً لتعميم الثقافة والمعرفة فجلها كانت كتباً ومجلات دورية ثقافية وعلمية وفكرية جديرة بالاقتناء. ولعل حضور الوزيرة الاردنية لانا مامكغ والوزير الكويتي الشيخ سلمان الصباح جاء ليكسر "الفيتو" الظلامي الذي تحاول جهات ظالمة فرضه كحصار على شعبنا الصابر المرابط بحجة أن زيارة السجين هي تطبيع مع السجان مع أن الواقع غير ذلك، إذ كان شعار القائد المقدسي المجاهد فيصل الحسيني "اشتر زمناً في القدس" لجذب الاخوة العرب والمسلمين لزيارة أرضنا رغم الاحتلال ويشاء القدر أن يتوفاه الله في الكويت بينما كان كبير آل الحسيني اول من مد يد العون للكويت في سنة 1938 عندما أوفد اول بعثة من المعلمين الفلسطينيين الى الكويت. فالمعرض الدولي للكتاب بات فرصة للتلاقي الثقافي ليس بين الناشرين والكتب بل بين أبناء شعبنا والضيوف والانتاج الثقافي والفكري العربي.