اصحاب المكس - حافظ البرغوثي
حتى الآن لم تعلن حركة حماس هدفها من ارتهان قطاع غزة وجزء كبير من شعبنا في حصار خانق وقمع ساحق وبلاء حارق، فهي اعلنت ان حرب 2014 هي آخر الحروب وأكدت ان هدفها فقط رفع الحصار واعادة الاعمار.. فلا رفع الحصار ولا أعيد الاعمار حتى الآن ليس لسبب سوى تمسكها بحكم غزة وفرض المكوس والتجبر في العباد وتخريب البلاد. فالمشروع الاخواني الذي كانت حماس طليعته فشل في كل الأقطار.. سقط في مصر وسقط في تونس بل أعاد العقلاء في حزب النهضة التونسي النظر في أوضاعهم وتمسكوا بالوطن التونسي في وجه زحف جراد الارهاب الصحراوي عليهم وتباعدوا عن مشروع التنظيم الدولي للاخوان وفي الاردن نأى جزء من الاخوان بأنفسهم عن التنظيم الدولي وفي مصر انحاز الاخوان الى الارهاب وذابوا في الجماعات الارهابية وأعاد بعضهم النظر في مواقفهم مجددا، فهل خراب مصر بات هدفا لحساب مشروع تسلط فاشل!
وفي اليمن تعاون حزب الاصلاح الاخواني مع تنظيم القاعدة من موقف ضعف بعد ان سبقته الاحداث وكان الغنوشي في السابق وأردوغان بعد التدخل الروسي في سوريا نصحا حماس بأن عليها الاندماج في النظام الفلسطيني ان كانت تريد حماية نفسها والحفاظ على ديمومة وجودها .. وحتى الآن ما زال قادة حماس يتقاذفون الاتهامات حول من وضع الحركة في موقف الحصار العربي والدولي فخسروا ايران وسوريا وحزب الله ولم يكسبوا تحالفا جديدا سوى الحلف القديم مع قطر وتركيا.
رفع الحصار عن غزة هو مطلب كل فلسطيني لكن حماس تريده رفعا للحصار عنها وليس عن غزة ولذلك تحاول تكريس الانقسام بميناء فوضت تركيا بحثه مع اسرائيل ولم يزل لسان أحد قادتها عندما اعلن انه يقبل بميناء تحت اشراف اسرائيلي وليس تحت اشراف السلطة. فلماذا يا هذا تسم بدن العباد بالشعارات المزلزلة والحروب المدمرة لكي تقبل بالاحتلال؟ فالهدف الاساس هو البقاء في الحكم وجباية الضرائب وسحق الناس وملاحقتهم في قوتهم دون تقديم أية خدمات سوى التذمر من الحرق الذاتي والموت البطيء.
لم يفرض الحصار الاحتلالي الا بعد عملية شاليط وعقدت الصفقة ولم يرفع الحصار وجرت حربان وتم ترتيب تهدئة ولم يرفع الحصار .. وتغير الحكم في مصر والتزمت حماس بالنهج الاخواني المعادي لمصر ونظامها، فأقرب الطرق لرفع الحصار هي تلبية المطالب المصرية بالكف عن التدخلات في الشؤون المصرية وانهاء الانقسام وتنفيذ بنود المصالحة دون فذلكات واستدراكات تؤخر التنفيذ اذ يبدو ان امراء حماس استطابوا نظام المكس على غرار النظام الجاهلي اي فرض درهم على بائعي السلع مما أخلى البلاد من التجار وتحول الافراد الى اصحاب مكس علما انها محرمة في الحديث القائل «لا يدخل الجنة صاحب مكس».