يقودان رحلة الجوع للوصول الى قارب النجاة - تمارا حداد
جسدان باردان كالجليد يذوبان كقطعة سكر في كوب ماء ، يقودان رحلة الجوع للوصول الى قارب النجاة ، عيناهما ضعيفتان لا تريا سوى سراب الظلام ، شفاههما مضربة عن الطعام جافتان ، وصوتهما يئنان وعروقهما جفت وذبلتا ، يشربان من فيض الشقاء ويشبعان على سرائر العذاب ، دقات قلبهما تضعفان يواصلان معركتا الحرية والكرامة . ليصبحا رايتين من رايات الانتصار على باب الاحرار ، لا يخافان الموت يريدان العيش بحرية او يموتان بحرية وان كانت حياتهما ثمن الحرية . تركا ملذات الحياة من اجل ان يخرجا من عتبات السجن الظالم وسراديبه الضيقة وأبوابه المؤصدة لينهيا قانون جائر بحقهما وحق كل الاسرى الاداريين .
اديب مفارجة وفؤاد عاصي المضربين عن الطعام مدة ( 42 ) يوما ليطويا صفحة المهانة ويناديان من خلف الاسوار ببزوغ العدالة ، يترجمان رسالة للعالم بان الحياة بدون حرية وكرامة هو الموت الحقيقي والموت في سبيل الحرية هي الحياة الحقيقية .
تقول باسمة مفارجة والدة الاسير اديب مفارجة ( 28 ) عاما والتي تقطن في بيت لقيا غرب رام الله ، ان ولدها يخوض اضرابا عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الاداري والذي تحدد وللمرة الثالثة بتاريخ 21 / 3 / 2016 وأقرته محكمة الاحتلال . اعتقل اديب مفارجة بتاريخ 10 / 12 / 2014 وحكم عليه ثلاث شهور ولكن الاحتلال جدد اعتقاله بشهر شباط 2015 تحت الحكم الاداري مدة ست شهور الى تاريخ 21 / 3 / 2016 . وللمرة الثالثة على التوالي .
وأشارت والدة الاسير ان هذا الاعتقال لم يكن الاول فهو اعتقل لمدة 8 سنوات ومنهم 6 سنوات اداري . فأول اعتقال له كان بتاريخ 2005 ومدة الاعتقال 13 شهرا اداري ، والاعتقال الثاني 2008 ومدة الاعتقال 18 شهرا اداري ، والاعتقال الثالث 2012 ومدة الاعتقال 15 شهرا اداري ، وعام 2015 مدة الحكم 16 شهرا اداري متواصلة . الاسير مفارجة متزوج لم ينجب الاطفال درس المحاماة ولكن الاحتلال حال دون استكمال دراسته اراد دراسة المحاماة من اجل الدفاع عن حقوق الاسرى .
اظهرت والدة الاسير اديب مفارجة ان ولدها صحته خطيرة جدا يعاني من اضطرابات مستمرة في درجة الحرارة وحرقة بالصدر وفقدان التوازن ويتقيأ الدم وهناك اعتداءات ومضايقات لكسر اضرابه وتم نقله عدة مرات ما بين السجون اما بالعزل الانفرادي المستمر او المستشفيات او يتم نقله بالبوسطة لمسافات بعيدة . يخوض اضرابه ضد الاعتقال التعسفي وإنهاء العزل الانفرادي وتأمل والدته بتحريره وتحرير كل الاسرى المتواجدين داخل المعتقلات الاسرائيلية .
اما الاسير فؤاد عاصي ( 30 ) عام يواصل اضرابه المفتوح عن الطعام ( 42 ) يوما ضد الاعتقال الاداري . تقول والدته منى عاصي ان ولدها مضرب عن الطعام 3 / 4/ 2016 اعتقله الاحتلال بتاريخ 8 / 9 / 2015 . متزوج من آيات مفارجة من بيت لقيا قضاء رام الله . وأظهرت والدته انه امضى اكثر من خمس سنوات في المعتقلات وهو التوأم للشهيد محمد عاصي الذي اغتالته قوات الاحتلال بتاريخ 22 / 10 / 2013 في احد مغارات بلدة كفر نعمة .
وأكدت ان ادارة مصلحة السجون عزلت الاسير فور اعلانه الاضراب عن الطعام حيث نقلته من قسم 3 في سجن النقب الى زنازين العزل الانفرادي قبل نقلوه الى عزل سجن ايلا بئر السبع ومن ثم نقلته الى عزل سجن عسقلان . وهذه التنقلات في اطار محاولات الادارة البائسة لنيل من صمود الاسير وكسر اضرابه المعهود ضد هذا العقاب الجماعي والمحرم دوليا حسب المادة ( 78 ) من اتفاقية جنيف الرابعة . فالأسيران اديب مفارجة وفؤاد عاصي يحتاجان حملة شعبية وعربية ودولية لدعمهما وإنقاذهما فهما يدافعان عن كل الاسرى الاداريين وإيمانا بحقوقهم حتى ايلاج الحرية والنصر .