ورود غزة تتفتح في رام الله ! يحيى رباح
بمناسبة معرض الكتاب في رام الله من السابع الى السابع عشر من ايار الجاري استقبلت رام الله عددا لا بأس به من كتاب غزة وشعرائها ومبدعيها في كل الميادين نذكر منهم على سبيل المثال الروائي المخضرم ونائب رئيس الاتحاد العام للكتاب ورئيس اتحاد الكتاب في غزة غريب عسقلاني، ومحمد نصار عضو الامانة العامة، وتوفيق ابو شومر الخبير بالشؤون الاسرائيلية واستاذ الادب الجامعي الدكتور محمد البوجي والباحث الكبير ومدير عام مركز عبد الله حوراني ناهض زقوت، والمسرحي المعروف حسين الاسمر، والشاعرة المبدعة كفاح الغصين ومبدعين محسوبين على جيل الشباب امثال حيدر ابو بكرة واكرم الصوراني ونهيل مهنا وهاني السالمي، وغاب آخرون لعدم حصولهم على تصاريح، او منع مرورهم من القطاع الى رام الله بسبب الاجراءات الاسرائيلية. اريد ان اتوجه بالشكر الى كل الذين بذلوا جهودا كبيرة لانجاح معرض الكتاب العاشر في رام الله، الذين عملوا بكل جد واخلاص من اجل حضور هؤلاء المبدعين من غزة وآخرين من العالم العربي، لكي يضيئوا هذه الفعالية الثقافية الكبرى، واخص بالشكر وزير الثقافة ايهاب بسيسو وهو اصلا واحدا من المبدعين من ابناء قطاع غزة، وشاعر واعد بمزيد من الابداعات ومزيد من الانحياز الى جدار الصد الثقافي الذي هو خط الدفاع الاقوى عن هويتنا الوطنية، كما اتوجه بالشكر الى مثقف بارز وهو الشاعر ووكيل وزراة الثقافة عبد الناصر صالح الذي يستحق كل هذا الاعجاب الذي يكنه له المثقفون لحميميته العميقة وجهده الدؤوب لاعلاء صرح الثقافة الفلسطينية، اما مراد السوداني رئيس الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين فهو مقاتل من الطراز الاول يعرف ضخامة مسؤولياته وهو منذ بدايات شبابه يعرف ان مهمته ليست سهلة ولكنه مستعد لها كل الاستعداد. منذ وقع الاحتلال، وازداد الوضع استحالة بعد وقوع الانقسام والحصار شاهد الناس قطاع غزة يطل على الدنيا بملامح متجهمة، لكن هذا ليس سوى مظهر سطحي وخارجي، يحاول ان يرسمه المحتلون الاسرائيليون والانقساميون، فالقطاع له قلب من ذهب، وعبقرية في صنع الحياة، وقدرة خارقة على ان يخلق في عمق الجراح العميقة ذلك النوع الوضاء والمبهر من الفرح، واكبر دليل على ذلك ان قطاع غزة ذلك الشريط الضيق المختنق بسكانه بين الماء والصحراء فإن فيه من الامل والموهبة والابداع على اختلاف اشكال الابداع ما يفوق اماكن اخرى تعد مساحتها بمئات الكيلو مترات المربعة ويعد سكانها بعشرات بل مئات من الملايين، وهذا الوجه الذي يبدو متجهما اضاء بابتسامته صورة رائعة من خلال مواهبه التي شاركت في معرض الكتاب في رام الله، فطوبى لكم يا أهل قطاع غزة الذين تشربون الملح الاجاج فيسري في عروقكم مثل عسل الحدائق المقدسة.