موسم الحصاد والحرائق وبراءة الطقس - عزت دراغمة
صحيح أن موجة الحر الشديدة التي تجتاح منطقتنا تسببت وقد تتسبب باندلاع حرائق كثيرة وخطيرة، لكن ثبتت براءة هذه الموجة من أي تهم قد يلقيها الاحتلال على عاتقها ويحملها مسؤوليتها عند اندلاع حرائق يحاول المستوطنون والمتطرفون اليهود تنفيذها كما في كل عام، عند بداية موسم الحصاد للمزروعات الشتوية من القمح والشعير والعدس والبقوليات الأخرى، وهو ما دفع مواطني مناطق الأغوار وقرى وبلدات شرقي رام الله ونابلس وطوباس وجنين في جمع محاصيلهم على وجه السرعة لتفادي إحراقها وضياع موسمهم الذي طالما انتظروه بفارغ الصبر.
إن إقدام جيش ومستوطني الاحتلال على الشروع بتسيير دوريات وآليات مسلحة في مناطق البقيعة والجفتلك والزبيدات ومرج نعجة والأغوار الشمالية وفي محيط مدن نابلس وسلفيت وطوباس وجنين خلال هذه الأيام وبشكل ملفت للنظر، أثار المخاوف لدى المواطنين الذين خبروا الاحتلال وممارساته مما اضطرهم للبدء بجني محاصيلهم بشكل مبكر خاصة في المناطق المرتفعة التي تعرضت فيها المحاصيل لحرائق مقصودة ومفتعلة في الأعوام والمواسم السابقة.
عشرات آلاف الدونمات من الأراضي المزروعة بالقمح والحبوب والبقوليات الأخرى لا سيما في المناطق الشرقية من الضفة، وكذلك المحميات الطبيعية والمناطق الحرجية تلك القريبة من المستوطنات أو التي يشكل المساس بها تهديدا للوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة "ب" و"ج" وكما في كل موسم حصاد تعود للاستهداف الاحتلالي مجددا، كما حدث في المناطق الزراعية والحرجية غربي مدينة دورا غير بعيد عن مستوطنة (نيجهوت) حيث أقدم المستوطنون وجنود الاحتلال على إحراق نحو 8000 دونم بحجة البحث عن مطلوبين فلسطينيين، وهي حجة قبيحة طالما اختلقها الاحتلال ليبرر ممارساته التدميرية.
إن مسارعة المواطنين والمزارعين لإنقاذ محاصيلهم حتى لو لم يحن موعد قطافها وجنيها تفوت الفرصة على الاحتلال، وتجعلهم يكررون مواقفهم الصمودية الرافضة للبقاء تحت رحمة من لا يرحم ولا يعرف الرحمة أو الانسانية ويتنصل من كل الأعراف والقوانين والرسالات السماوية والدنيوية، ومع ذلك فان الأمر يحتاج إلى مؤازرة وإسناد من القوى الشعبية والرسمية ومن أصحاب الآليات لدعم المزارعين وأصحاب الحقول التي تتربص بها مخططات ونوايا التهجير والمصادرة.