السيسي وخطاب الضوء - حافظ البرغوثي
ان أولويات الرئيس المصري هي البناء والتنمية مثلما كانت في بداية ثورة يوليو في مطلع الخمسينيات لكن حيتان الاستعمار واذياله ابوا الا ان يتآمروا على مصر آنذاك لتدمير برنامجها التنموي ومنعها من الاعتماد على الذات, وحاليا هناك اصابع خبيثة شبيهة بالتي كانت في الماضي ما زالت تعمل تحت مظلة تحالفات مريبة لا تختلف عن سنوات الخمسينيات والستينيات لاجهاض الثورة المصرية الحالية ووقف عملية البناء والتنمية بواسطة الارهاب والضغوط الخارجية وحجب المساعدات, لكن مصر ليست دولة من النوع الذي يستسلم بل هي دولة مقاتلة فخورة بنفسها وعروبتها وتاريخها وصولاتها المشهودة عبر التاريخ في حماية المشرق العربي من الغزاة.
الكرة القيت من قبل الرئيس المصري في ملعب الفصائل لكي تعمل من اجل المصالحة والتوحد, كما انه يخاطب الاسرائيليين لكي يعملوا من اجل السلام وهو يرى التعنت من قبل نتنياهو في هذه المسألة لدرجة انه يحاول وأد حل الدولتين مفضلا مشروعه الاستيطاني الهدام الذي يغلق افق التسوية ويفتح ابواب جهنم والحروب مجددا.
لو كانت هناك نية حسنة لدى الفصائل لتنفيذ المصالحة لسارعت الى تلبية نداء الرئيس المصري وتوجهت الى القاهرة لبحث الامر دون شروط وفذلكات ودون انتظار موافقات من حلفاء حماس الابعدين طالما ان الاقربين اكثر التزاما بالمصالحة والمصلحة الفلسطينية. فهل نسمع صدى لنداء السيسي الذي اضاء مصر مجددا وبامكانه اضاءة غزة ايضا ام ان غياب المصالحة بات مصلحة فئوية لا يمكن تجاوزها، فالظلام يروق للانقساميين اكثر من الضوء!