ماذا بعد هذه العربدة الاسرائيلية ! يحيى رباح
مشكلة نتنياهو المتفاقمة الآن أنه يريد ان يدير علاقات اسرائيل مع العالم بالوتيرة نفسها التي يلعب بها في الوضع الداخلي الاسرائيلي حيث يغضب افيغدور ليبرمان رئيس اسرائيل بيتنا، فيغازل بينت في البيت اليهودي، ويمالئ المستوطنين على حساب الجيش وهكذا، لانه ينطلق من اساس خاطئ جدا وهو انه ما ينفع في الداخل يمكن ان يمر في الخارج بحسب تقديراته الشخصية، وقراءته للأحداث العاصفة في السنوات الاخيرة والارتباك في المشهد العالمي، حيث الخلافات كبيرة لا تزال على مستوى تعريف الارهاب ومن هم الارهابيون، وعلى صعيد الهجرة وبقية الاجندة المتخمة، وهكذا وكما كان متوقعا، فان المبادرة الفرنسية حظيت وزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت بدعم كبير من الرئيس محمود عباس ومن ورائه دعم عربي واسلامي، بينما لقيت رفضا وصدودا من نتنياهو الذي كرر على مسامع ضيفه الفرنسي مقولات فاشلة قديمة عن المفاوضات الثنائية بالشروط القديمة نفسها وبالاحتكار الاميركي.
فماذا لو وجد نتنياهو ان الادارة الاميركية لا تقبل ان تبقى بعيدة عن المبادرة الفرنسية ولا تقبل ان تكون بمعزل عن اجتماع باريس في نهاية الشهر الحالي الذي وافقت على حضوره عشرين دولة بما فيها الخمسة الكبار الاعضاء الدائمين في مجلس الامن خاصة ان العالم كله يعرف ان من افشل المفاوضات في نهاية اذار 2014 هو نتنياهو من خلال عدم التزامه بالاتفاق الذي عقده مع الاميركيين بخصوص اسرى ما قبل اوسلو ورفض الافراج عن الدفعة الرابعة وذهابه الى حرب ثالثة في غزة لم تفده كثيرا.
ويبدو ان الوضع الداخلي في اسرائيل ليس بعيدا عن هذا الفشل الذي يتخبط فيه نتنياهو من خلال تجاهله للجميع، وهكذا وجدنا تصريحات يائير غولان نائب رئيس الاركان حول سلوكيات اسرائيل يتببناها وزير الجيش يعالون الذي طلب من الضباط الكبار في الجيش ان يواصلوا انتقاداتهم رغم ضيق نتنياهو منها.
عقد اجتماع باريس في نهاية هذا الشهر بحضور اميركا، يجد نتنياهو نفسه في وضع حرج، وهذا لوحده مكسب كبير للقيادة الفلسطينية التي دعا ليبرمان الشعب الاسرائيلي انه سيشطب قضية فلسطين عن اجندة الخارجية الاسرائيلية الذي كان وزيرها فاذا به يجد نفسه المشطوب الوحيد.