فتاوى جديدة بقتل الفلسطينيين - عزت دراغمة
إسرائيل ممثلة بحكومتها ومؤسساتها واذرعها المختلفة طالما ادعت ان الفلسطينيين يحرضون على العنف إذا ما طالب احد منهم بالصمود والثبات في منزله وعلى تراب وطنه ومقدساته, فهل ما يمارسه قادة الاحتلال سياسيين أو أمنيين أو حاخامات ورجال دين بإلزام المسلحين الإسرائيليين من مجندين ومستوطنين وعصابات بإطلاق النار على أي فلسطيني وإعدامه مجرد دعابة أو مغازلة وممازحة؟! أم أن مثل هذه المشاهد تأتي ضمن أفلام "كاوي" لرعاة البقر والعصابات البوليسية؟! أم أنها حقيقة تعني ما تعنيه من اجتثاث وتطهير عرقي عنصري؟! وهل مثل هذه الفتاوى لا تعد تحريضا ودعوات لا فرق بين من أطلقها وبين من ينفذها على الواقع باعتبار كليهما مجرما وقاتلا ؟!
إن ما ينفذه الإسرائيليون من جنود ومستوطنين وعصابات إرهابية لا يحتاج لمثل هذه الفتاوى, لأن ما تضمنته من تحريض وإقدام على تنفيذ الإعدامات الميدانية وإطلاق النار العشوائي في أوساط المدنيين يمارس بشكل أوسع واخطر, إذ اثبتت التحقيقات والتقارير أن الكثير من القناصة وجنود الاحتلال والمستوطنين يدخلون في سباق ومقامرات على استهداف فلسطيني ما في مكان ما وإصابته في مقتل ما له ما يضعونه شرطا لإعدام هدفهم, وبالتالي فإن الجديد الذي جاء في دعوة وتحريض الحاخامات هذه هو دعوة المسلحين الإسرائيليين إلى عدم الاحتكام إلى ضمائرهم إن كان لديهم بقية من ضمير, وعدم تعريضهم للمساءلة مهما كانت صورية أو إعلامية, ما يعني أن ذلك يوفر أدلة دامغة لإدانة هؤلاء المفتين من الحاخامات ومن ينفذون تعليماتهم للإدانة بجرائم الحرب, إضافة إلى تأكيد حقيقة استثنائية في كل دول العالم ألا وهي أن جيش الاحتلال يتلقي تعليماته من كل حدب وصوب وليس من مستوى واحد سياسيا كان أم عسكريا, وهو دليل على أن هذا الجيش لا يزال بمثابة عصابات مسلحة مثله مثل المستوطنين والتنظيمات الإرهابية التي تخضع لإمرة وزعامة هذا المتطرف أو ذاك.
(تاريخ حافل