ليبرمان لا يقلقنا - المحامي زيد الايوبي
ها هو بودي جارد الملاهي الليلية القادم من روسيا يعود الى الواجهة الاعلامية من جديد في اسرائيل بعد ان استقال من منصبه كوزير خارجية قبل اكثر من عامين على اثر شبهات فساد وخلافات مع رئيس الوزراء اليميني الحالي بن يامين نتنياهو ،
المتطرف افيجدور ليبرمان المولود في العام 1958 في روسيا والمقيم في مستوطنة نيكاديم في جنوب الضفة الغربية ورئيس حزب اسرائيل بيتنا اليميني يتميز بكاراهيته للعرب والفلسطينيين وقد دعى اكثر من مرة لمعاقبة اعضاء الكنيست العرب والتخلص من الاقلية العربية والقضاء على الفلسطينيين وطالب بضرب ايران وسوريا وحزب الله واخيرا هدد بانهاء حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية وتوج عنصريته بتضامنه مع الجندي الذي قتل الشهيد عبد الفتاح الشريف حيث زاره في مكان توقيفه وطالب بالافراج عنه وعدم معاقبته بعد ان اثنى على فعله.
وزير الحرب الاسرائيلي الجديد صاحب الخبرة الطويلة في حراسة الحانات والمراقص الليلية سيصبح وزيرا للحرب في الائتلاف الحكومي اليميني الحالي في اسرائيل بعد خلافات بين وزير الحرب المستقيل موشي يعلون ونتنياهو ، فهذا الاخير يريد توجيه صفعة لموشي يعلون وتوسيع ائتلافه وتقويته في مواجه خصومه السياسيين.
اسرئيليا تعالى صوت الانتقادات من كل حدب وصوب لنتنياهو ومن معه على قرار تعيين البودي جارد وزيرا للحرب في اسرائيل ، وفي هذا السياق قال ايهود براك رئيس الوزراء السابق ان تعيين ليبرمان خطوة متهورة ونصلي جميعا كي لا ندفع ثمنا باهظا نتيجة لها ،و المُحلل السياسي رون بن يشاي قال: "يُعرض نتنياهو الأمن القومي للخطر" مضيفا "ان تعيين نائب الكنيست أفيغدور ليبرمان ليشغل منصب وزير( الدفاع) هي خطوة عديمة المسؤولية يتخذها رئيس الحكومة.و يُعرّض من خلالها أمننا القومي بشكل كبير جدً للخطرا، وذلك لاعتبارات سياسية وخضوعًا لرغبة التيار اليميني القومي المُتطرف في حزبه فقط. تعيين ليبرمان بدلا من موشيه يعلون هو أيضًا تصرف غير أخلاقي".
صحيفة “هآرتس” قالت في مقال هيئة التحرير، “من الصعب تصور رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو يتخذ قرارا أكثر تهورا وغير مسؤول من قرار تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع”، وأضافت الصحيفة، “عندما كان وزيرا للخارجية لم يفعل الكثير، ولكن قدرته على التسبب بأضرار للدولة كانت محدودة. الآن سيكون مسؤولا عن الجيش وعن آلية الإحتلال في الأراضي، مع إمكانات غير محدودة تقريبا لإثارة الأزمات وتعريض المصلحة القومية للخطر”.
فلسطينيا ورغم ان المشهد السياسي واضح بان الجانب الاسرائيلي لا يكترث للمفاوضات وعملية السلام في ظل حكومة التطرف واليمين الحالية ومع اعلان اسرائيلي واضح برفض المبادرة الفرنسية للسلام وفي ظل سيطرة قيادات العنصرية والكراهية على مقود الحكم في تل ابيب فان الفلسطينيين لا زالوا بعيدين عن التخطيط للتغلب على العقبات التي تواجه مصيرهم ففي ظل حكومة التطرف الاسرائيلي كان من المفروض ان يسعى الفلسطينيين لانهاء انقسامهم وتشكيل حكومة اتحاد وطني قوامها شخصيات وطنية مسؤولة وذات فكر ثوري ردا على حكومة التطرف الاسرائيلية ولا زلنا نركض خلف المبادرات الدولية للسلام ولا زلنا نختطف غزة واهلها ولا زلنا نسعى وراء السراب.
عربيا فان ليبرمان وابان فترة توليه وزارة الخارجية التقى بعشرات القادة العرب وله معهم علاقات طيبة وربما اقتصادية او تجارية لكن العرب يؤكدون انهم لا زالوا يؤكدون تمسكهم بمبادرة السلام العربية رغم قلق الشارع الاسرائيلي قبل الشارع العربي من تولي ليبرمان وزارة الحرب بدلا من مواجهة هذه الحكومة اليمينية المتطرفة بكافة الوسائل المتاحة وذلك اضعف الايمان.
دوليا فان تعيين ليبرمان وزيرا للحرب هو ردا شافيا وواضحا على مبادرة السلام الفرنسية والتي رفضتها حكومة نتنياهو منذ البداية وياتي هذا التعيين ايضا في ظل انشغال الامريكان في التحضير لانتخاباتهم المرتقبة وتخيلوا كيف سيكون المشهد السياسي لو كان المتطرف العنصري ليبرمان وزيرا للحرب في ظل رئيس للولايات المتحدة مثل دونالد ترامب ، في اعتقادي ان الامور تتجه للاسوأ والفلسطينيين والعرب غير جاهزون للمفاجئات .
على كل الاحوال وعودة للمشهد الفلسطيني الشعبي فانني لم المس اي خوف او قلق على المستوى الشعبي لدى الفلسطينيين فمن تحدثت معهم حول ارائهم في تعيين ليبرمان كوزير للحرب لدى الاحتلال اكدوا جميعهم بانهم غير قلقون من قدوم ليبرمان لان من سبقوه لم يكونوا افضل منه فكل قيادات الاحتلال تميزهم العنصرية والكراهية للعرب والفلسطينيين وتهديدات ليبرمان هذه ستعود بالضرر على الامن القومي الاسرائيلي فزج المنطقة في اتون حروب وانتفاضات جديدة لن يدفع فاتورتها الا كيان الاحتلال ومستوطنيه اما الفلسطينيين فيؤمنون بحقهم وليس لديهم ما يخسروه لذلك ليبرمان لا يقلقنا......