الاحتفاء بالثقافة البلغارية - عمر حلمي الغول
يحل في 24 من ايار من كل عام يوم الثقافة البلغاري. الذي ارتبط بتاريخ ميلاد الاخوين كيريل وميتودي، آباء ومؤسسي اللغة السلافية. وهما من ابناء الشعب البلغاري. ما عزز من مكانة الشعب والقيادات البلغارية على مر العصور في اوساط الشعوب الناطقة او المشتقة لغاتهم من اللغة السلافية الام. لاسيما وان تلك الشعوب تقر وتعترف للاخوين المذكورين آنفا، بان لهما الفضل في اللغات، التي ينطقون بها. وبالتالي احتفاء بلغاريا البلد الاوروبي الصغير، الواقع في شبه جزيرة البلقان بيوم الثقافة، انما يعكس حرص القيادة والشعب على الوفاء لرواد الثقافة، والرفع من شأن وراية الثقافة في الحياة البلغارية.
يوم الثقافة البلغاري لا يقل اهمية عن يوم التحرير من الاستعمار التركي، الذي يوافق الثالث من آذار من كل عام. لان الشعب البلغاري بكل تلاوينه الفكرية والسياسية ومشاربه الثقافية والفنية، يعي الاهمية البالغة للثقافة كرافعة لمكانة ورصيد الشعب البلغاري في اوساط دول شرق اوروبا خصوصا والقارة العجوز عموما. لهذا ترفع بشكل دائم من حجم الاهتمام عاما تلو الآخر بهذا اليوم.
أضف إلى ان إيلاء القيادة والشعب البلغاري يوم الثقافة الاهمية، التي يستحق، يعكس مدى اهتمام طبقات وفئات وشرائح الشعب خاصة العاملين في حقل الثقافة والفن بهذا اليوم. حيث يتم فيه قرع الجرس لتعزيز دور الثقافة في ميادين الحياة المختلفة، من خلال التطوير لما هو قائم، وفتح الافق امام ميادين ومجالات اخرى.
وفي فلسطين، التي تربطها علاقات صداقة مع الشعب والقيادة البلغارية، تحرص القيادة السياسية وجمعية الصداقة الفلسطينية /البلغارية والسفارة البلغارية في فلسطين وايضا سفارة فلسطين في بلغاريا، يحرص الجميع على تسليط الضوء بشكل مميز على هذا اليوم، وما يتطلبه من الاهتمام أما بارسال فرق فنية لبلغاريا او إحضار فرق فنية بلغارية لفلسطين او تبادل المعارف والزيارات للوفود المختلفة والعمل على الترجمة المتبادلة لاعمال المبدعين من الشعبين وفق الامكانات المتاحة. في العام الحالي من المفترض ان تكون وصلت فرقة فنية بلغارية الى اراضي دولة فلسطين المحتلة لتحيي عدة نشاطات وفعاليات في كل من بيت لحم واريحا ورام الله وجنين. وايضا لتوطيد علاقات ووشائج الصداقة بين الشعبين والثقافتين.
هذا الاهتمام الفلسطيني بيوم الثقافة البلغارية، يشير إلى إدراك القيادة الفلسطينية وجهات الاختصاص فيها الخاصية الاستثنائية لهذا اليوم في حياة الشعب البلغاري الصديق. لهذا تسعى على تعميق الروابط الثقافية بين القطاعات الثقافية والفنية الفلسطينية البلغارية، التي تجد صداها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرها من ميادين الحياة.
وعشية الاحتفاء بيوم الثقافة البلغاري قامت جمعية الصداقة الفلسطينية البلغارية هذا العام بعقد مؤتمرها العام يوم السبت الماضي، الموافق 21 من ايار الجاري وانتخبت هيئة إدارية جديدة. واكد المؤتمرون على أهمية تعزيز وتطوير دور الجمعية في توطيد وتطوير العلاقات المشتركة للشعبين الصديقين.
في يوم الثقافة البلغاري، لا يملك المرء، إلا ان يتقدم من الشعب والقيادة البلغارية في الموالاة والمعارضة بالتهاني الحارة، والتمني لهم بتعزيز وتعميق دور الثقافة أكثر واكثر للنهوض بمكانة الدولة والشعب في ميادين الحياة المختلفة.