ثقافة التبرع بالدم.. تعزز الانتماء - عزت درا غمة
لأن الدم هو معيار القربى والترابط ورمز التضحية والفداء وأساس الحياة النابضة بالعطاء، قد يكون رابط الدم في غالبية الأحيان من اقوى الروابط الإنسانية والاجتماعية التي توثق العلاقة بين الأفراد وترسخ سبل التعاون بينهم، هذا ما عبر عنه رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله حين أطلق الحملة الشعبية للتبرع بالدم بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم، بهدف تكريس ثقافة وقيم التطوع والانتماء وتوثيق عرى المحبة والحرص على صحة المواطن وحياته، حتى تشكل الدماء التي يتم التبرع بها رصيدا لدى مشافي ومراكز الصحة الفلسطينية ينقذ أرواح محتاجيه ويدفعهم نحو الأمل المتجدد مع تجدد دمائهم.
إن المبادرة التي سجلها رئيس الوزراء وان كانت ليست بغريبة عن شعبنا وعاداته وأصالته، فهي تعبر عن الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة والسلطة الوطنية ممثلة برئيس وزرائها لحياة الإنسان الفلسطيني، الذي طالما عانى ما لم يعانه أي إنسان على وجه الخليقة جراء ما يمارسه الاحتلال ومتطرفوه من قتل وإصابات و تصفيات للأرواح، ولهذا فهي تستحق أن تكون قدوة يقتدي بها كل مواطن فلسطيني لترسيخ وتجذير مقياس العطاء المتمثل برمزية الفداء بـ "الدم".
إن ما يؤكده الأطباء واختصاصيو الدم أن الإنسان الطبيعي بحاجة ماسة وبشكل مستمر لتجديد جميع خلايا جسمه وكذلك الدم الذي كلما تجدد كان أكثر قوة ومقاومة للأمراض والإصابات، ولهذا فان حملة التبرع بالدم ستعود أيضا على من يتبرعون بفوائد كثيرة عما يشكله تبرعهم من صدق الانتماء والعطاء للوطن وأهله، وهذا يشكل عنصرا إضافيا لتشجيع المواطنين للاقتداء برئيس حكومتهم وكل مواطن منتم، إلى جانب كون المتبرع متصدقا بأغلى ما يملك ألا وهو دمه فهل هناك ضريبة مواطنة وعطاء وصدقة أغلى وأثمن من الدم؟