الدبلوماسية الفلسطينية ،،، مسؤولية وطنية
بقلم: د. دلال عريقات
أضحت فكرة إنشاء المعهد الدبلوماسي الفلسطيني حاجة ملحة في أيامنا هذه. شهدت الأيام القليلة الماضية ذكرى وقوع الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد هزيمة مدوية للعرب، دعونا بهذه المناسبة نراجع بعض الأرقام ونتحمل بعض المسؤوليات:
100 عاما على سايكس بيكو، 99 عاما على وعد بلفور، 68 عاما على النكبة، 52 عاما على تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، 49 عاما على النكسة، 25 عاما على العملية السلمية، 5أعوام للاستراتيجية الدبلوماسية.
لاحظوا معي العد التنازلي في الأرقام السابقة تماما كما هي توقعاتنا كفلسطينيين؛ معظم الأرقام السابقة تتحمل مسؤوليتها دولة الاحتلال أو الدول الداعمة للمشروع الإسرائيلي؛ أرى أنه قد آن الأوان لنا كفلسطينيين أن نتحمّل مسؤولية هذه الأرقام.
سأتناول اليوم اصغر رقم، فمنذ 5 أعوام تبنت القيادة الفلسطينية استراتيجية للتعامل مع القضية من خلال المنظمات الدولية واعترافات الدول بالتزاماتها لإنهاء الاحتلال.
وهنا لا بد من التقدم بالشكر لكل دولة أو كيان دولي اعترف بحقنا الشرعي وبوجودنا كدولة.
فالدبلوماسية هي من أهم أدوات السياسة الخارجية ووزارة الخارجية تمثل المؤسسة الدبلوماسية في معظم الدول ولكن لخصوصية الوضع الفلسطيني، في فلسطين مؤسسة الرئاسة ومؤسسة منظمة التحرير ووزارة الخارجية، مجتمعة ومتفرقة تمثل المؤسسة الدبلوماسية من خلال بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج.
اذا كانت الدبلوماسية هي اداة رئيسية لتحقيق مصالح الدول ومخاطبة الرأي العام في الدول الأخرى مُنذ معاهدة ويستفاليا 1648 التي تعد اول اتفاقية دبلوماسية في العصور الحديثة وصولا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية 1961، التي تعد بمثابة إنجيل الدبلوماسية الحديثة فيما يتعلق بالتعيينات والامتيازات وغيرها، أتساءل هنا انطلاقا من حرصي وإيماني بالإستراتيجية الدبلوماسيّة:
- لماذا لا نتقدّم بمشروع قرار لمجلس الأمن حول النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس وإرهاب المستوطنين؟
- لماذا نكتفي بالانضمام فقط لـ41 ميثاقا ومعاهدة دولية بعد ان حصلنا في 2012 على مكانة قانونية بموجب قرار 67/19 يمنحنا حق الانضمام لـ523 جهة دولية؟
- لماذا لا نشكل فريقا خاصا لمتابعة الحصول على اعترافات الدول التي لم تعترف بِنَا حتى الآن خاصة في أوروبا؟
- لماذا لا نكثف الجهود فيما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية؟
- لماذا لا تعزز وزارة الخارجية من ثقة المواطن بالاستراتيجية الدبلوماسية؟ فمنذ مطلع 2016 قرأنا وسمعنا عن أخبار متعلقة بالدبلوماسية الفلسطينية. التواصل مع المواطن هو وظيفة المسؤول وليس ذوقا أو كرما منه، لماذا لا يتواصل المسؤول معنا كشعب لكسب الرأي العام؟
- لماذا لا تشكل منظمة التحرير الفلسطينية وحدة تفكير استراتيجي شابة (Think Tank) تعنى بالإجابة عّن الأسئلة السابقة الذكر وغيرها حسب متطلبات المرحلة.
نعلم جيدا أن الدبلوماسية عملية تحتاج وقتا وصبرا وتخطيطا، لكن من واجب المؤسسة الدبلوماسية الفلسطينية التي نعول عليها كثيرا في هذه الأيام أن تحترم عقول المواطنين وتتبنى استراتيجية جديدة تعمل على:
أولا: توحيد الجسم المسؤول عن التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني الخارجي.
ثانيا: تفعيل واحترام ما لدينا من قانون للسلك الدبلوماسي منذ 2005.
ثالثا: انشاء معهد دبلوماسي وطني تحت مظلة وزارة الخارجية للارتقاء بمستوى الأداء الفردي ولتنظيم ومراجعة التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني الذي نتبناه كأداة أساسية في تحقيق حلم الدولة.