رمضان في القدس غير - تمارا حداد
رغم الحواجز والصعوبات والعوائق التي يرومها الاحتلال الاسرائيلي امام الشعب الفلسطيني ، إلا ان الشعب الفلسطيني يسعى دائما الى الذهاب الى مدينة القدس والمقدسات لزيارة المسجد الاقصى وبالذات تتزايد اعداد المواطنين الفلسطينيين الوافدين الى المسجد الاقصى خلال شهر رمضان المبارك .
لان الشعب الفلسطيني يعتبر القدس حق مقدس للفلسطينيين لا يمكن التنازل عنه مهما كانت العوائق التي يضعها الكيان امام هذا الشعب الصامد . فالقدس حق شرعي للشعب الفلسطيني فمدينة القدس من اقدس المدن فهي مهد الديانات ومهاجر الانبياء وهي من المساجد التي امرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بشد الرحال اليها . وهي مسقط حادثة الاسراء والمعراج .
فالشعب الفلسطيني يحبها حبا عميقا فهي تحتل مكانة متميزة في وجدان الشعب الفلسطيني ، كونها ثابت اساسي ووطني للقضية الفلسطينية . والقدس تحوي اهم المعالم الدينية وهو المسجد الاقصى وهو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين . وتتضاعف الصلاة فيها الى 500 صلاة .
فرغم استشهاد الكثير من الشباب واعتقال الكثير منهم ، فهذا الشيء لا يثني الشعب الفلسطينيى باستكمال مسيرة الشهداء والأسرى والجرحى بحماية المسجد الاقصى وحماية رسالة الانبياء التي امرتنا بحماية المسجد الاقصى وحماية هويته الدينية الاسلامية والعربية . وبالذات يشهد المسجد الاقصى هجمة شرسة من قبل الاحتلال الاسرائيلي من اجل تهويد المسجد الاقصى والمقدسات كافة والقدس بشكل عام .
فمهما فعل الكيان من اغلاقات مستمرة للمسجد الاقصى إلا ان الشعب الفلسطيني يعرف وجهته لحماية المسجد الاقصى رغم المخاطر الموجودة دائما ، ورغم الانتهاكات الصهيونية للمسجد الاقصى وللشعب الفلسطيني وللمرابطين والمرابطات . فرغم الاغلاقات ورغم منع الكثير من الشباب بإعطائهم التصاريح لدخول القدس إلا ان بعضهم عرفوا بوصلة طريقهم الى المسجد الاقصى فلجئوا الى استخدام الطرق الالتفافية التي تؤدي الى المسجد الاقصى ، حتى يوصل رسالة للكيان انه مهما اغلق المسجد الاقصى إلا ان ثابتون لوجهتنا الى هذه المدينة المقدسة . فيعتبرون وصولهم الى القدس رغم الطرق الصعبة والتي قد تودي الى حياتهم كنوع من انواع المقاومة . وإرادة شعب ثائر يحافظ على اسلامية المسجد الاقصى .
وقد ترى الاعتقالات تشتد هذه الايام نظرا لدخولهم بدون تصاريح الان اهاليهم يتباهون باعتقال ابنائهم وكونهم اعتقلوا من اجل المسجد الاقصى . فيعتبرون هذا الاعتقال شرف وكرامة لهم ولأولادهم .
فالقدس قلب فلسطين ولقد كان لي ذكريات عميقة لا تنسى عندما زرت المسجد الاقصى لأول مرة . وكأنني شاهدت بقعة خضراء يملاها الصفاء كأنها الجنة فهي تثلج القلب عندما يراها الانسان تبهج وتزين العيون . عندما زرتها رأيت القبة الذهبية وكأنها لؤلؤة الرحمن توضأت من اجل الصلاة ثم دخلت المسجد وعيناي تدمعان بأنني دخلت هذا المسجد العظيم وبدأت بالصلاة ثم الدعاء لحماية المسجد الاقصى والتسابيح التي لا تنتهي وقراءة القران . ثم جلست تحت اشجار المسجد ونظرت نظرة التأمل لهذا المسجد وتلك القبة الصخرة ورأيت السحر الذي ينبعث منهما وكأنهما نجوم تتلألأ يخرج منهما الخيوط الذهبية التي لا تنطفئ .
اما شعائر وطقوس التي تنفذ في هذا الشهر الفضيل وفي المسجد الاقصى . فهي شعائر يبارك الرحمن بها تبدأ من اذان الفجر وحتى اذان العشاء يصطف الناس صفا واحدا وأيديهم ترتفع الى عنان السماء وقلوبهم وجلت خشية من الله . والأجمل من ذلك موائد الافطار وصلاة التراويح التي يؤمها الالاف من المواطنين الفلسطينيين .
وأجمل الشعائر في القدس الشريف هو احياء ليلة القدر ، فهي خير الليالي وليلة مباركة انزل الله فيها القرآن على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام . فليلة القدر في القدس لها طابع مميز مختلف فله رونق ديني بامتياز فهي ليلة للعبادة فكيف اذا كانت هذه العبادة في المسجد الاقصى . هذه الليلة التي تعادل الف شهر فهي ليلة الشرف والعظمة . فيها يستجاب الدعوات والآمال وفيها يغفر الذنوب وتكثر فيها الصلاة والدعوات والتسابيح وفيها يشع النور والضياء . فكيف اذا كانت هذه الليلة في المسجد الاقصى وبالرغم من آلاف الحواجز التي يضعها الاحتلال في وجه الشعب الفلسطيني . هذه المدينة التي ذكرها الرسول انها اطهر بقعة ومن اراد ان يرى بقعة من بقاع الجنة فلينظر الى بيت المقدس " قال صلى الله عليه وسلم " من اراد ان ينظر الى بقعة من بقاع الجنة فلينظر الى بيت المقدس "
فلا فرق هناك بين صغير او كبير او غني او فقير فغايتهم الدفاع عن هذه البقعة الكريمة مهما كانت الصعوبات التي يواجهونها .